كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عمرو بن قميئة ونسبه

صفحة 348 - الجزء 18

١٢ - أخبار عمرو بن قميئة ونسبه

  نسبه

  هو فيما ذكر أبو عمرو الشّيبانيّ، عن أبي برزة: عمرو بن قميئة بن ذريح بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.

  قال ابن الكلبيّ: ليس من العرب من له ولد، كلّ واحد منهم قبيلة مفردة قائمة بنفسها غير ثعلبة بن عكابة، فإنه ولد أربعة كلّ واحد منهم قبيلة: شيبان بن ثعلبة، وهو أبو قبيلة، وقيس بن ثعلبة، وهو أبو قبيلة، وذهل بن ثعلبة وهو أبو قبيلة،⁣(⁣١) وتيم اللَّه بن ثعلبة وهو أبو قبيلة⁣(⁣١).

  وكان عمرو بن قميئة من قدماء الشعراء في الجاهلية، ويقال: إنه أوّل من قال الشعر من نزار، وهو أقدم من امرئ القيس، ولقيه امرؤ القيس في آخر عمره فأخرجه معه إلى قيصر لمّا توجه إليه فمات معه في طريقه، وسمّته العرب عمرا الضائع لموته في غربة وفي غير أرب ولا مطلب.

  بعض صفاته

  نسخت خبره من روايتي أبي عمرو الشّيبانيّ، ومؤرّج، وأخبرني ببعضه الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي سعد، عن ابن الكلبيّ، فذكرت ذلك في مواضعه، ونسبته إلى رواته، قالوا جميعا:

  كان عمرو بن قميئة شاعرا فحلا متقدّما، وكان شابّا جميلا حسن الوجه مديد القامة حسن الشّعر⁣(⁣٢)، ومات أبوه وخلَّفه صغيرا، فكفله عمّه مرثد بن سعد، / وكانت سبّابتا قدميه ووسطياهما ملتصقتين، وكان عمّه⁣(⁣٣) محبّا له معجبا به، رقيقا عليه.

  مراودة امرأة عمه له وامتناعه عليها

  وأخبرني عمّي قال: حدّثنا الكرانيّ، قال: حدّثنا أبو عمر العمريّ، عن لقيط، وذكر مثل ذلك سائر الرّواة:

  أنّ مرثد بن سعد بن مالك عمّ عمرو بن قميئة كانت عنده امرأة ذات جمال، فهويت عمرا وشغفت به، ولم تظهر له ذلك، فغاب مرثد / لبعض أمره - وقال لقيط في خبره: مضى يضرب بالقداح - فبعثت امرأته إلى عمرو تدعوه على لسان عمّه، وقالت للرّسول: ائتني به من وراء البيوت، ففعل، فلما دخل أنكر شأنها، فوقف ساعة، ثم راودته عن نفسه، فقال: لقد جئت بأمر عظيم، وما كان مثلي ليدعى لمثل هذا، واللَّه لو لم أمتنع من ذلك وفاء


(١ - ١) تكملة من ف، هب، «مختار الأغاني».

(٢) في هب، ب: الشعرة.

(٣) في ب: حيه.