أخبار عمرو بن قميئة ونسبه
  /
  ولم يحم فرج الحيّ إلا محافظ ... كريم المحيّا ماجد غير أجردا(١)
  الأجرد: الجعد اليد البخيل.
  حماد الراوية يرى أنه أشعر الناس
  أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ، قال: حدّثني عمّي الفضل بن إسحاق، عن الهيثم بن عديّ، قال:
  سأل رجل حمّادا الرّاوية بالبصرة وهو عند بلال بن أبي بردة: من أشعر النّاس؟ قال الذي يقول:
  رمتني بنات الدّهر من حيث لا أرى ... فما بال من يرمى وليس برام(٢)
  / قال: والشعر لعمرو بن قميئة.
  بلوغه التسعين وقوله في ذلك
  قال عليّ بن الصباح في خبره، عن ابن الكلبيّ:
  وعمّر ابن قميئة تسعين سنة، فقال لمّا بلغها:
  كأنّي وقد جاوزت تسعين حجّة ... خلعت بها عنّي عنان لجامي(٣)
  على الرّاحتين مرّة وعلى العصا ... أنوء ثلاثا بعدهنّ قيامي
  رمتني بنات الدّهر من حيث لا أرى ... فما بال من يرمى وليس برام!
  فلو أنّ ما أرمى بنبل رميتها ... ولكنّما أرمى بغير سهام
  إذا ما رآني النّاس قالوا: ألم يكن ... حديثا جديد البري(٤) غير كهام!
  وأفنى وما أفني من الدهر ليلة ... ولم يفن ما أفنيت سلك نظام
  وأهلكني تأميل يوم وليلة ... وتأميل عام بعد ذاك وعام
  عبد الملك بن مروان يتمثل بشعر له
  أخبرني الحسين بن يحيى، قال: قال حمّاد بن إسحاق: قرأت على أبي: حدّثنا الهيثم بن عديّ، عن مجالد(٥)، عن الشّعبيّ قال:
  دخلت على عبد الملك بن مروان في علَّته التي مات فيها، فقلت: كيف تجدك يا أمير المؤمنين؟ فقال:
  أصبحت كما قال عمرو بن قميئة:
  كأنّي وقد جاوزت تسعين حجّة ... خلعت بها عنّي عنان لجام
  رمتني بنات الدّهر من حيث لا أرى ... فكيف بمن يرمى وليس برام!
  فلو أنّها نبل إذا لاتّقيتها ... ولكنّما أرمى بغير سهام
(١) في «الديوان» - ١٢: «غير أحردا».
(٢) في «الديوان» - ٢٣، و «الشعر والشعراء»: «فكيف بمن يرمي وليس برام».
(٣) في «الديوان» - ٢٣: «خلعت بها يوما عذار لجامي».
(٤) في ف، بيروت: «حديد البز». وفي «الديوان» - ٢٣: «جديد البز». والبز: السلاح.
(٥) في ب: مخلد.