كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر الحطيئة ونسبه

صفحة 460 - الجزء 2

  وإن قال مولاهم على جلّ⁣(⁣١) حادث ... من الدهر ردّوا فضل أحلامكم ردّوا

  مطاعين في الهيجا مكاشيف للدّجى ... بنى لهم آباؤهم وبنى الجدّ

  / ومنها:

  صوت

  وأدماء حرجوج⁣(⁣٢) تعاللت⁣(⁣٣) موهنا ... بسوطي فارمدّت نجاء الخفيدد

  إذا آنست وقعا من السّئوط عارضت ... به الجور حتى يستقيم ضحى الغد⁣(⁣٤)

  وتشرب بالقعب⁣(⁣٥) الصغير وإن تقد ... بمشفرها يوما إلى الحوض تنقد

  الموهن: وقت من الليل بعد مضيّ صدر منه. وارمدّت: نجت، والارمداد: النّجاء⁣(⁣٦). والخفيدد:

  الظَّليم⁣(⁣٧).

  الغناء لابن محرز خفيف رمل بالسبّابة في مجرى البنصر عن إسحاق. وذكر الهشاميّ: أنّ فيه لإبراهيم خفيف رمل آخر، وهو في جامع إبراهيم غير مجنّس. وفيه خفيف ثقيل مجهول، وذكر حبش: أنه لمعبد؛ ويشبه أن يكون ليحيى المكيّ.

  عدّه بعضهم أشعر الناس

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني إبراهيم بن المنذر عن ابن عباية عن محمد بن مسلم الجوسق عن رجل من كعب قال:


(١) كذا في أ، م. وفي باقي النسخ: «كل حادث» وظاهر أنه محرّف.

(٢) الحرجوج: الناقة الطويلة على وجه الأرض، وقيل الضامرة، وقيل: الوقادة الحادة القلب.

(٣) تعاللت: استخرجت علالة (بقية) سيرها.

(٤) كذا ورد هذا البيت في الأصول. ورواية «الكامل» للمبرد ص ٢٣٨ طبع أوروبا:

وإن آنست حسا من السوط عارضت ... بي الجور حتى يستقيم ضحى الغد

يريد أنها تحاذي به الجور (وهو الميل عن القصد في السير) أي تمشي معه على غير اهتداء حتى تستقيم في ضحوة الغد. ورواية «ديوان الحطيئة».

فإن آنست حسا من السوط عارضت ... بي القصد حتى تستقيم ضحى الغد

يريد أنها جانبت بي القصد ولم تسر فيه حتى تستقيم في ضحوة الغد. وفي «مختارات ابن الشجريّ»: (النسخة المخطوطة المحفوظة بدار الكتب تحت رقم ٥٨٦ أدب).

وإن خاف جورا من طريق رمى بها ... سوى القصد حتى تستقيم ضحى الغد

وقال في شارحه: إن خاف أن تجور به عن الطريق اعتسف بها غير الطريق حتى تلقى الطريق ضحوة الغد لما فيها من العلالة والبقية، وورد البيت في «اللسان» مادة خزم هكذا:

إذا هو نحاها عن القصد خازمت ... به الجور حتى يستقيم ضحى الغد

ولكنه نسبه لابن فسوة وقال في تفسيره: ذكر ناقته أن راكبها إذا جار بها عن القصد ذهبت به خلاف الجور حتى تغلبه فتأخذ على القصد.

(٥) القعب: القدح الضخم الغليظ الجافي.

(٦) النجاء: السرعة في السير.

(٧) الذي في «كتب اللغة»: الخفيدد: الخفيف من الظلمان.