كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن مناذر ونسبه

صفحة 374 - الجزء 18

  قال أبو الحسن: ولدت بانة من عبد الوهّاب بن عبد المجيد أولاده: عبد المجيد وأبا العاصي، وزيادا. وزياد الذي عناه أبو نواس في قوله يشبّب بجنان:

  جفن عيني قد كاد يس ... قط من طول ما اختلج

  وفؤادي من حرّ حبّ ... ك قد كاد أو نضج⁣(⁣١)

  خبّريني فدتك نف ... سي وأهلي متى الفرج!

  كان ميعادنا خرو ... ج زياد فقد خرج

  / قال ابن عمّار: قال لي النّوفليّ: في هذه الأبيات غناء حلو مليح، لو سمعته لشربت عليه أربعة أرطال.

  قال النوفليّ: وكان لعبد الوهاب ابن يقال له: محمد، كان أسنّ ولده، ويقال: إنه كان يتعشّق بانة ابنة أبي العاصي هذه امرأة أبيه، وإن زياد بن عبد الوهاب منه، وكان أشبه الناس به.

  حدثني ابن عمار قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني أبي قال:

  خرج ابن مناذر يوما من صلاة التّراويح وهو في المسجد بالبصرة، وخرج عبد المجيد بن عبد الوهاب خلفه، فلم يزل يحدّثه إلى الصّبح، وهما قائمان، إذا انصرف عبد المجيد شيّعه ابن مناذر إلى منزله، فإذا بلغه وانصرف ابن مناذر شيّعه عبد المجيد، لا يطيب أحدهما نفسا بفراق صاحبه حتى أصبحا. فقيل / لعبد الوهاب بن عبد المجيد: ابن مناذر قد أفسد ابنك، فقال: أو ما يرضى ابني أن يرضى بما يرضى به ابن مناذر⁣(⁣٢).

  قصيدة له في مدح عبد المجيد بن عبد الوهاب

  وفي عبد المجيد يقول ابن مناذر يمدحه، وهو من مختار ما قاله فيه، أنشدنيها عليّ بن سليمان الأخفش، عن محمد بن زيد من قصيدة أولها:

  شيّب ريب الزّمان رأسي ... لهفي على ريب ذا الزّمان

  يقدح في الصّمّ من شروري ... ويحدر⁣(⁣٣) الصّمّ من أبان

  يقول فيها يمدح عبد المجيد:

  منّي إلى الماجد المرجّى ... عبد المجيد الفتى الهجان

  خير ثقيف أبا ونفسا ... إذا التقت حلقتا البطان

  نفسي فداء له وأهلي ... وكلّ ما تملك اليدان

  كأنّ شمس الضّحى وبدر ... الدّجى عليه معلَّقان

  نيطا معا فوق حاجبيه ... والبدر والشّمس يضحكان

  مشمّر، همّه المعالي ... ليس برثّ ولا بواني


(١) ف: حدثني.

(٢) في «المختار»: «أو ما يرضى ابني أن يرضى به ابن مناذر».

(٣) في ب، هب: ويحذر. وشرورى، وأبان: جبلان.