كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن مناذر ونسبه

صفحة 380 - الجزء 18

  /

  ولو سألنا بحسن وجهك يا ... هارون صوب الغمام أسقينا

  وسأل عن خبره فأخبر أنّه بالحجاز، فبعث إليه بجائزة.

  هجاؤه بكر بن بكار

  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ، عن محمد بن عمران الصّيرفيّ، قال: حدّثنا العنزيّ، قال: حدّثنا نصر بن علي الجهضميّ، قال: حدّثني محمّد بن عباد المهلبيّ⁣(⁣١)، قال:

  شهد بكر بن بكَّار عند عبيد اللَّه بن الحسن بن الحصين بن الحرّ العنزيّ بشهادة، فتبسّم ثم قال له: يا بكر، ما لك ولابن مناذر حيث يقول:

  أعوذ باللَّه من النّار ... ومنك يا بكر بن بكَّار

  فقال: أصلح اللَّه القاضي، ذاك رجل ماجن خليع لا يبالي ما قال، فقال له: صدقت وزاد تبسّمه، وقبل شهادته، وقام بكر وقد تشوّر⁣(⁣٢) وخجل. قال العنزيّ: فحدثني أبو غسّان دماذ قال:

  أنشدني ابن مناذر هذا الشّعر الذي قاله في بكر بن بكَّار وهو:

  أعوذ باللَّه من النّار ... ومنك يا بكر بن بكَّار

  يا رجلا ما كان فيما مضى ... لآل حمران بزوّار

  ما منزل أحدثته رابعا ... معتزلا⁣(⁣٣) عن عرصة الدّار

  ما تبرح الدّهر على سوأة ... تطرح حبّا للخشنشار

  يا معشر الأحداث يا ويحكم ... تعوّذوا بالخالق الباري

  من حربة نيطت على حقوه ... يسعى بها كالبطل الشّاري

  يوم تمنّى أنّ في كفّه ... أير أبي الخضر بدينار

  / قال ابن مهرويه في خبره: والخشنشار هو معاوية الزّياديّ المحدّث، ويكنى أبا الخضر، وكان جميل الوجه.

  وقال العنزيّ في حديثه: حدّثني إسحاق بن عبد اللَّه الحمرانيّ، وقد سألته عن معنى هذا الشعر، فقال:

  الخشنشار: غلام أمرد جميل الوجه كان في محلَّتنا، وهذا لقبه، وكان بكر بن بكار يتعشّقه، فكان يجيء إلى أبي فيذاكره الحديث ويجالسه وينظر إلى الخشنشار.

  قال العنزيّ: حدّثني عمر بن شبّة، قال:

  بلغني أنّ عبيد اللَّه بن الحسن⁣(⁣٤) لقي / ابن مناذر فقال له: ويحك، ما أردت إلى بكر بن بكَّار ففضحته، وقلت فيه قولا لعلَّك لم تتحقّفه؟ فبدأ ابن مناذر يحلف له بيمين ما سمعت قطَّ أغلظ منها، أنّ الذي قاله في بكر شيء يقوله معه كلّ من يعرف بكرا ويعرف الخشنشار، ويجمع عليه ولا يخالفه فيه، فانصرف عبيد اللَّه مغموما بذلك قد بان


(١) كذا في ف. وفي ب: «أخبرني الحسن بن علي، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدثنا الحسن بن علي، قال:

حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثني محمد بن عباد المهلبي، قال:.

(٢) تشور مطاوع شوره، أي خجل.

(٣) ب، بيروت: منتزحا.

(٤) في هب: عبيد اللَّه بن الحسين. وفي ب: عبد اللَّه بن الحسن.