كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن عائشة ونسبه

صفحة 466 - الجزء 2

  الشعر لأبي العيال الهذليّ. والغناء لمعبد، وله فيه لحنان، أحدهما ثقيل أوّل بالخنصر في مجرى الوسطى عن إسحاق يبدأ فيه بقوله:

  ذكرت أخي فعاودني ... رداع السقم والوصب

  والآخر خفيف رمل بالوسطى عن عمرو بن بانة. وفيه لابن عائشة خفيف رمل آحر، وقيل: بل هو لحن معبد. وذكر حمّاد بن إسحاق أن خفيف الرّمل لمالك. البوّ: جلد يحشى تبنا ويجفّف لكيلا تحبث رائحته، ويدنى إلى الناقة التي قد نحر فصيلها أو مات لتشمّه فتدرّ عليه.

  / ومنها:

  صوت

  قل للمنازل بالظَّهران قد حانا ... أن تنطقي فتبيني القول تبيانا

  قالت ومن أنت قل لي قلت ذو شغف ... هجت له من دواعي الحبّ⁣(⁣١) أحزانا

  الشعر لعمر بن أبي ربيعة. والغناء لابن عائشة خفيف ثقيل أوّل بالوسطى عن الهشاميّ وحبش.

  غنى بالموسم فحبس الناس عن المسير

  وقال هارون بن محمد بن عبد الملك الزيّات حدّثني عبد الرحمن بن سليمان عن عليّ بن الجهم الشاعر قال حدّثني رجل:

  أن ابن عائشة واقفا بالموسم متحيّرا، فمرّ به بعض أصحابه فقال له: ما يقيمك ها هنا؟ فقال: إني أعرف رجلا لو تكلَّم لحبس الناس ها هنا فلم يذهب أحد ولم يجيء؛ فقال له الرجل: ومن ذاك؟ قال أنا، ثم اندفع يغنّي:

  جرت سنحا فقلت لها أجيزي ... نوى مشمولة فمتى اللقاء

  قال: فحبس الناس، واضطربت المحامل، ومدّت الإبل أعناقها، وكادت الفتنة أن تقع. فأتي به هشام بن عبد الملك، فقال له: يا عدوّ اللَّه، أردت أن تفتن الناس! قال: فأمسك عنه وكان تيّاها، فقال له هشام: ارفق بتيهك، فقال: حقّ لمن كانت هذه مقدرته على القلوب أن يكون تيّاها، فضحك منه وخلَّى سبيله.

  نسبة هذا الصوت الذي غناه ابن عائشة

  صوت

  جرت سنحا فقلت لها أجيزي ... نوى مشمولة فمتى اللقاء


=

على عبد بن زهرة طو ... ل هذا الليل أكتئب

(١) كذا في أغلب النسخ. وفي أ، م: «الشوق» بدل الحب.