كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن مفرغ ونسبه

صفحة 432 - الجزء 18

  عباد بن زياد يجمع ما هجاه به ويرسله إلى معاوية

  وقال عمر بن شبّة في خبره: جمع عبّاد بن زياد كلّ شيء هجاه به ابن مفرّغ، وكتب به إلى أخيه عبيد اللَّه وهو يومئذ وافد على معاوية، فكان فيما كتب إليه قوله:

  إذا أودى معاوية بن حرب ... فبشّر شعب قعبك⁣(⁣١) بانصداع

  فأشهد أن أمّك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع

  ولكن كان أمر فيه لبس ... على وجل شديد وامتناع⁣(⁣٢)

  وقوله:

  ألا أبلغ معاوية بن حرب ... مغلغلة من الرّجل اليماني

  أتغضب أن يقال أبوك عفّ ... وترضى أن يقال أبوك زاني

  فأشهد أنّ رحمك⁣(⁣٣) من زياد ... كرحم الفيل من ولد الأتان

  وأشهد أنها ولدت زيادا⁣(⁣٤) ... وصخر من سميّة غير داني

  فدخل عبيد اللَّه بن زياد على معاوية، فأنشده هذه الأشعار، واستأذنه في قتله فلم يأذن له وقال: أدّبه أدبا وجيعا منكَّلا، ولا تتجاوز ذلك إلى القتل، وذكر باقي الحديث كما ذكره من تقدم.

  قالوا جميعا: وقال ابن مفرّغ يذكر جوار المنذر بن الجارود إيّاه وأمانه:

  تركت قريشا أن أجاور فيهم ... وجاورت عبد القيس أهل المشقّر

  / أناس أجارونا فكان جوارهم ... أعاصير من قسو العراق المبذّر⁣(⁣٥)

  فأصبح جاري من خزيمة⁣(⁣٦) قائما ... ولا يمنع الجيران غير المشمّر⁣(⁣٧)

  يذكر ما فعله ابن زياد ويستشير قومه

  وقال أيضا في ذلك:

  أصبحت لا من بني قيس فتنصرني ... قيس العراق ولم تغضب لنا مضر

  ولم تكلَّم قريش في حليفهم ... إذ غاب ناصره بالشّام واحتضروا⁣(⁣٨)

  واللَّه يعلم ما تخفي النّفوس وما ... سرّى أميّة أو ما قال لي عمر

  وقال لي خالد قولا قنعت به ... لو كنت أعلم أنّى يطلع القمر


(١) ب، «المختار»: «قلبك». والشعب: الإصلاح والالتئام. والقعب: القدح الضخم الغليظ.

(٢) «المختار»:

«وارتياع»

وفي «معجم الأدباء» ٢٠/ ٤٦:

«على عجل شديد وارتياع»

(٣) الرحم: القرابة. وروى في «الشعر والشعراء»:

وأشهد أنّ إلَّك من زياد ... كإلّ الفيل من ولد الأتان

(٤) في «الشعر والشعراء»:

«وأشهد أنها حملت زيادا»

(٥) ف: «المشذر»، والقسو: الغلظ والصلابة.

(٦) ب: «جزيمة».

(٧) المشمر: الجاد المصمم.

(٨) احتضروا: جاؤوا.