كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الزبير بن دحمان

صفحة 459 - الجزء 18

  أشاقك من أرض العراق طلول ... تحمّل منها جيرة وحمول!

  وكيف ألذّ العيش بعد معاشر ... بهم كنت عند النّائبات أصول!

  الشعر لأبي العتاهية، والغناء لإبراهيم ثقيل أوّل بالسبابة في مجرى البنصر، عن أحمد بن المكَّيّ، وفيه للحسين بن محرز ثقيل أوّل بالوسطى.

  وهذان البيتان من قصيدة مدح بها أبو العتاهية الفضل بن الرّبيع، قال: أنشدنيها / عبد اللَّه بن الرّبيع الربيعيّ، قال: أنشدنيها / أبو سويد عبد القويّ⁣(⁣١) بن محمد بن أبي العتاهية لجدّه يمدح الفضل بن الربيع، وإنما ذكرت ذلك ها هنا لأنّ من الناس من ينسبهما إلى غيره، فذكرت الأبيات الأول، وفيها يقول في مدح الفضل بن الرّبيع:

  قبائل من أقصى وأدنى تجمّعت ... فهنّ على آل الرّبيع كلول

  تمرّ ركاب السّفر تثني عليهم ... عليها من الخير الكثير حمول

  إليك أبا العبّاس حنّت بأهلها ... مغان وحنّت ألسن وعقول

  وأنت جبين الملك بل أنت سمعه ... وأنت لسان الملك حين تقول

  وللملك ميزان يداك تقيمه ... يزول مع الإحسان حيث يزول

  الرشيد يرضى عن أم جعفر بعد أن سمع غناء للزبير من شعر ابن الأحنف

  حدثني الصّوليّ، قال: حدثني المغيرة بن محمد المهلَّبيّ، قال: حدّثنا الزّبير، قال: حدثني رجل من ثقيف، قال:

  غضب الرشيد على أمّ جعفر، ثم ترضّاها فأبت أن ترضى عنه، فأرق ليلته ثم قال: افرشوا لي على دجلة، ففعلوا، فقعد ينظر إلى الماء وقد رأى زيادة عجيبة، فسمع غناء في هذا الشعر:

  صوت

  جرى السيل فاستبكاني السّيل إذ جرى ... وفاضت له من مقلتيّ غروب

  وما ذاك إلَّا حين خبّرت أنّه ... يمرّ بواد أنت منه قريب

  يكون أجاجا ماؤه فإذا انتهى⁣(⁣٢) ... إليكم تلقّى طيبكم فيطيب

  فيا ساكني شرقيّ دجلة كلَّكم ... إلى القلب من أجل الحبيب حبيب

  / الشعر للعبّاس بن الأحنف، والغناء للزّبير بن دحمان، خفيف رمل بالوسطى، عن الهشاميّ.

  فسأل عن النّاحية التي فيها الغناء فقيل: دار ابن المسيّب، فبعث إليه أن ابعث بالمغنيّ، فإذا هو الزّبير بن دحمان، فسأله عن الشعر فقال: هو للعبّاس بن الأحنف، فأحضر واستنشده، فأنشده إياه، وجعل الزّبير يغنّيه وعبّاس ينشده، وهو يستعيدهما، حتى أصبح، وقام فدخل إلى أمّ جعفر، فسألت عن سبب دخوله فعرّفته، فوجّهت إلى العبّاس بألف دينار، وإلى الزّبير بألف دينار أخرى.


(١) ف: «عبد العزيز».

(٢) ف: «يكون أجاجا دونكم فإذا انتهى».