نسب العماني وخبره
٢٠ - نسب العماني وخبره(١)
  نسبه
  اسمه محمد بن ذؤيب بن محجن بن قدامة بن بلهيّة(٢) الحنظليّ ثمّ الدّارميّ صليبة، وقيل له: العمانيّ، وهو بصريّ؛ لأنه كان شديد صفرة اللون، وليس هو ولا أبوه من أهل عمان، وكان شاعرا راجزا متوسطا، من شعراء الدولة العباسية، ليس من نظراء الشعراء الذين شاهدهم في عصره، مثل أشجع وسلم ومروان، ولكنه كان لطيفا داهيا مقبولا، فأفاد بشعره(٣) أموالا جليلة.
  يدخل على الرشيد وينشده فيجزل صلته
  أخبرني ابن أبي الأزهر، قال: حدّثنا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، عن جبر بن رياط الأسديّ:
  أنّ عبد الملك بن صالح أدخل العمانيّ على الرّشيد فأنشده:
  يا ناعش الجدّ إذا الجدّ عثر ... وجابر العظم إذا العظم انكسر
  أنت ربيعي والربيع ينتظر ... وخير أنواء الربيع ما بكر
  فقال له الرشيد: إذا يبكر عليك ربيعنا، يا فضل، أعطه خمسة آلاف دينار، وخمسين ثوبا.
  قال إسحاق: قال جبر: لما دخل الرّشيد الرّقّة استقبله العمانيّ، فلما بصر به ناداه:
  هارون يا بن الأكرمين منصبا ... لما ترحّلت فصرت كثبا
  من أرض بغداد تؤمّ المغربا ... طابت لنا ريح الجنوب والصّبا
  ونزل الغيث لنا حتى ربا ... ما كان من نشز وما تصوّبا(٤) ... فمرحبا ومرحبا ومرحبا
  / فقال له الرّشيد: وبك مرحبا يا عمانيّ وأهلا، وأجزل صلته.
  ينشد الرشيد أرجوزة طويلة أثناء قعوده للبيعة لابنه محمد
  أخبرني محمد بن جعفر النّحويّ صهر المبرّد المعروف بابن الصّيدلانيّ(٥)، قال: حدّثنا محمد بن موسى،
(١) ف: «وأخباره».
(٢) ب: «باسية».
(٣) ب، ما: «بفعله». وفي مد: «فأفاد أموالا جليلة».
(٤) ف: «حيث ربا» بدل «حتى ربا». وتصوب: انحدر، ومنه قول الصنوبري:
وكأنّ محمرّ الشقي ... ق إذا تصوّب أو تصعّد
أعلام ياقوت نشر ... ن على رماح من زبرجد
(٥) ف: «المعروف بالصيدلاني».