نسب العماني وخبره
  وانظر لنا وخلّ من لا ينظر ... واجسر كما كان أبوك يجسر
  لا خير في مجمجم(١) لا يظهر ... ولا كتاب بيعة لا ينشر
  وقد تربّصت فليس تعذر(٢) ... فليت شعري ما الذي تنتظر!
  أأنت قائم به أم تسخر(٣) ... ما لك في محمد لا تعذر!
  وليت شعري والحديث يؤثر ... أترقد الليل ونحن نسهر!
  خوفا على أمورنا ونضجر ... واللَّه واللَّه الذي يستغفر
  / لأن يموت معشر ومعشر ... خير لنا من فتنة تسعّر
  يهلك فيها دينهم ويوزروا ... وقد وفى القوم الذين انتصروا(٤)
  لصاحب الرّوم وذاك أصغر ... منه وهذا البحر لا يكدّر
  وذاكم العلج وهذا الجوهر ... ينمي به محمد وجعفر
  والخلفاء والنّبيّ الأكبر ... ونبعة من هاشم وعنصر
  واعلم وأنت المرء لا يبصّر ... (٥) (واللَّه يبقيك وتجبر(٥)
  منّا ذوي العسرة حتى يوسروا ... / أنّ الرّجال إن ولوها آثروا
  ذوي القرابات بها، واستأثروا ... بها، وضلّ أمرهم واستكبروا
  والملك لا رحم له فيأصر ... ذا رحم والناس قد تغيّروا
  فأحكم الأمر وأنت تقدر ... فمثل هذا الأمر لا يؤخّر
  فلما فرغ من أرجوزته قال له الرشيد: أبشر يا عمانيّ بولاية محمد العهد، فقال: إي واللَّه يا أمير المؤمنين، بشرى الأرض المجدبة بالغيث، والمرأة النّزور بالولد، والمريض المدنف بالبرء، قال: ولم ذاك؟ قال: لأنه نسيج وحده، وحامي مجده، وموري زنده. قال: فما لك في عبد اللَّه(٦)، قال: مرعى ولا كالسّعدان، فتبسّم الرّشيد وقال: قاتله اللَّه من أعرابيّ ما أعرفه بمواضع الرغبة، وأسرعه إلى أهل البذل والعائدة، وأبعده من أهل الحزم والعزم، والذين لا يستمنح ما لديهم بالثّناء، أما واللَّه إني لأعرف في عبد اللَّه حزم المنصور ونسك المهديّ، وعزّ نفس الهادي، ولو أشاء أن أنسبه إلى الرّابعة لنسبته إليها.
  يرشح القاسم لولاية العهد في أرجوزة ينشدها للرشيد
  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن الشّيبانيّ، وأخبرني به محمد بن جعفر، عن محمد بن موسى، عن حمّاد، عن أبي محمد المطبخيّ(٧)، عن عليّ بن الحسن
(١) جمجم الشيء في صدره: أخفاه ولم يبده فهو مجمجم.
(٢) ب: «فلست تغدر».
(٣) ف: «أنائم أنت به أم تسهر».
(٤) مد، ما: «انتظروا». وفي ف: «نصّروا». ويوزروا: يصابوا بالوزر، وهو الذنب.
(٥ - ٥) التكملة من ف.
(٦) يعني المأمون.
(٧) ب: «المضهنجي».