كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب العماني وخبره

صفحة 467 - الجزء 18

  كأنّ نيراننا في جنب قلعتهم ... مصبّغات على أرسان قصّار

  فأمر له بثلاثين ألف درهم أخرى.

  يرتجل شعرا في فرس للمهديّ فيجيزه

  أخبرني جعفر بن قدامة، قال: حدّثني أبو هفّان، قال: حدّثني أحمد بن سليمان، قال: قال يزيد بن عقال⁣(⁣١):

  / كنا وقوفا والمهديّ قد أجرى الخيل فسبقها فرس له يقال له الغضبان، فطلب الشّعراء فلم يحضر أحد منهم إلا أبو دلامة، فقال له: قلَّده يا زند، فلم يفهم ما أراد فقلَّده عمامته، فقال له المهديّ: يا بن اللَّخناء، أنا أكثر عمائم منك؛ إنما أردت أن تقلَّده شعرا، ثم قال: يا لهفي على العمانيّ، فلم يتكلَّم بها حتى أقبل العمانيّ، فقيل له:

  ها هو ذا قد أقبل الساعة يا أمير المؤمنين، فقال: قدّموه، فقدّموه فقال: قلَّد فرسي هذا، فقال غير متوقف:

  قد غضب الغضبان إذ جدّ الغضب ... وجاء يحمي حسبا فوق الحسب

  من إرث عبّاس بن عبد المطَّلب ... وجاءت الخيل به تشكو التّعب ... له عليها ما لكم على العرب

  فقال له المهديّ: أحسنت واللَّه، وأمر له بعشرة آلاف درهم.

  صوت

  لقد علمت وما الإسراف من خلقي ... أن الذي هو رزقي سوف يأتيني

  أسعى له فيعنّيني تطلَّبه ... ولو قعدت أتاني لا يعنّيني

  الشعر لعروة بن أذينة، والغناء لمخارق ثقيل أول بالبنصر عن عمرو.


(١) ب، ما، مد: «يزيد بن عفان».