كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أبي محجن ونسبه

صفحة 13 - الجزء 19

  يَفْعَلُونَ}⁣(⁣١)، فقال عمر: قد استثنى اللَّه منهم قوما فقال: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ}⁣(⁣٢). فقال عليّ #: أفهؤلاء عندك منهم وقد قال رسول اللَّه : «لا يشرب العبد الخمر حين يشربها وهو مؤمن».

  قبره في أذربيجان نبتت عليه كرمة

  أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثنا أحمد بن الهيثم بن فراس، قال: حدّثنا العمريّ، عن الهيثم بن عديّ، قال:

  أخبرني من مرّ بقبر أبي محجن الثقفيّ في نواحي أذربيجان - أو قال في نواحي جرجان - فرأيت قبره وقد نبتت عليه ثلاثة أصول كرم قد طالت وأثمرت وهي معروشة، وعلى قبره مكتوب: هذا قبر أبي محجن الثقفيّ، فوقفت طويلا أتعجّب مما اتّفق له حتى صار كأمنيّة بلغها حيث يقول:

  إذا متّ فادفنّي إلى أصل كرمة ... تروّي عظامي بعد موتي عروقها

  صوت

  ألا يا لقومي لا أرى النّجم طالعا ... ولا الشّمس إلَّا حاجبي بيميني

  معزّيتي خلف القفا بعمودها ... فجلّ نكيري أن أقول ذريني

  أمين على أسرارهنّ وقد أرى ... أكون على الأسرار غير أمين

  فللموت خير من حداج موطَّأ ... مع الظَّعن لا يأتي المحلّ لحين

  عروضه من الطَّويل؛ والمعزّية: امرأة تكون مع الشّيخ الخرف تكلؤه. وقوله:

  أمين على أسرارهنّ ...

  أي أنّ النّساء صرن يتحدّثن بين يديّ بأسرارهنّ، ويفعلن ما كنّ قبل ذلك يرهبنني فيه؛ لأني لا أضرّهن.

  والحداج والحدج: مركب من مراكب النّساء.

  الشّعر لزهير بن جناب الكلبيّ، والغناء لأهل مكة، ولحنه من خفيف الثّقيل الأول بالوسطى عن الهشاميّ وحبش، وفيه لحنين ثاني ثقيل بالوسطى.


(١) سورة الشعراء، الآية: ٢٢٦.

(٢) سورة الشعراء، الآية: ٢٢٧.