أخبار زهير بن جناب ونسبه
٢ - أخبار زهير بن جناب ونسبه(١)
  نسبه
  زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللَّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللَّات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب(٢) بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
  شاعر جاهليّ، وهو أحد المعمّرين، وكان سيّد بني كلب وقائدهم في حروبهم؛ وكان شجاعا مظفّرا ميمون النّقيبة في غزواته، وهو أحد من ملّ عمره فشرب الخمر صرفا حتى قتلته.
  ولم يوجد شاعر في الجاهليّة والإسلام ولد من الشّعراء أكثر ممّن ولد زهير، وسأذكر أسماءهم وشيئا من شعرهم بعقب ذكر خبره إن شاء اللَّه تعالى.
  سبب غزوه غطفان
  قال ابن الأعرابيّ: كان سبب غزوة زهير بن جناب غطفان أنّ بني بغيض حين خرجوا من تهامة ساروا بأجمعهم، فتعرّضت لهم صداء وهي قبيلة من مذحج؛ فقاتلوهم وبنو بغيض سائرون بأهليهم ونسائهم وأموالهم، فقاتلوا عن حريمهم فظهروا على صداء فأوجعوا فيهم ونكأوا(٣)؛ وعزّت بنو بغيض بذلك وأثرت وأصابت غنائم؛ فلمّا رأوا ذلك قالوا: أما واللَّه لنتّخذنّ حرما مثل حرم مكة لا يقتل صيده، ولا يعضد شجره، ولا يهاج عائذه(٤)، فوليت ذلك بنو مرّة بن عوف.
  ثمّ كان القائم على أمر الحرم وبناء حائطه رياح بن ظالم، ففعلوا ذلك وهم / على ماء لهم يقال له بسّ(٥).
  وبلغ فعلهم وما أجمعوا عليه زهير بن جناب وهو يومئذ سيّد بني كلب؛ فقال: واللَّه لا يكون ذلك أبدا وأنا حيّ، ولا أخلَّي غطفان تتّخذ حرما أبدا.
  قتل فارسهم الأسير وردّ نساءهم وقال شعرا في ذلك.
  فنادى في قومه فاجتمعوا إليه فقام فيهم، فذكر حال غطفان وما بلغه عنها؛ وأنّ أكرم مأثرة يعتقدها هو وقومه أن يمنعوهم من ذلك ويحولوا بينهم وبينه، فأجابوه، واستمدّ بني القين من جشم(٦) فأبعوا أن يغزوا معه، فسار في
(١) جاءت هذه الترجمة في الجزء الحادي والعشرين، وموضعها هنا وفقا لما جاء في ف وغيرها من المخطوطات الموثوقة.
(٢) ف: «وبرة بن ثعلبة».
(٣) ما: «ونكوا». ونكأ العدوّ: جرحه وقتله.
(٤) لا يهاج عائذه: لا يفزع من يلجأ إليه ويعتصم به.
(٥) في «معجم ياقوت» ١ - ٦٢٢، بسّ: «ماء لغطفان».
(٦) استمد بني القين من جشم: طلب منهم المدد.