نسب مسلم بن الوليد وأخباره
  جعاسيس(١) أشباه القرود لو أنّهم ... يباعون ما ابتيعوا جميعا بدرهم
  وما مسلم من هؤلاء ولا إلى ... ولكنّه من نسل علج ملكَّم
  تولَّى زمانا غيرهم ثمّت ادّعى ... إليهم فلم يكرم ولم يتكرّم(٢)
  فإن يك منهم فالنّضير ولفّهم(٣) ... مواليه لا من يدّعي بالتّزعّم
  وإن تدعه الأنصار مولى أسمهم ... بقافية تستكره الجلد بالدّم
  عقابا لهم في إفكهم وادّعائهم ... لأقلف منقوش الذراع موشّم
  فلا تدّعوه وانتفوا(٤) منه تسلموا ... بنفيكموه من مقام ومأثم
  وإلا فغضّوا الطَّرف وانتظروا الرّدى ... إذا اختلفت فيكم صوارد أسهمي
  ولم تجدوا منها مجنّا يجنّكم ... إذا ذلعت من كلّ فجّ ومعلم
  وأنتم بنو أذناب من أنتم له ... ولستم بأبناء السّنام المقدّم
  ولا ببني الرأس الرفيع محلَّه ... فيسمو بكم مولَّى مسام وينتمي
  فكيف رضيتم أن يسامى نبيّكم ... ببيتكم الرّثّ القصير المهدّم
  سأحطم من سامى النبيّ تطاولا ... عليه وأكوي منتماه بميسم
  أيعدل بيت يثربيّ بكعبة(٥) ... ثوتها قريش في المكان المحرّم
  / قريش خيار اللَّه واللَّه خصّهم ... بذلك فاقعس أيّها العلج وارغم
  ومن يدّعي منه الولاء مؤخّر ... إذا قيل للجاري إلى المجد أقدم
  قال: وكان مسلم قال هذه القصيدة في قريش وكتمها، فوقعت إلى ابن قنبر، وأجابه عنها، واستعلى عليه وهتكه، وأغرى به السّلطان، فلم يكن عند مسلم في هذا جواب أكثر من الانتفاء منها، ونسبتها إلى ابن قنبر، والادّعاء عليه أنّه ألصقها به ونسبها إليه، ليعرّضه للسّلطان، وخافه فقال ينتفي من هذه القصيدة ويهجو تميما:
  قصيدته في هجاء تميم
  دعوت أمير المؤمنين ولم تكن ... هناك، ولكن من يخف يتجسّم
  وإنّك إذ تدعو الخليفة ناصرا ... لكالمترقّي في السماء بسلَّم
  كذاك الصّدى تدعو من حيث لا ترى ... وإن تتوهّمه تمت في التّوهّم
  هجوت قريشا عامدا ونحلتني ... رويدك يظهر ما تقول فيعلم
  إذا كان مثلي في قبيلي فإنّه ... على ابني لؤيّ قصرة غير متهم
(١) الجعاسيس: جمع جعسوس، وهو القصير. وفي مي: «جعاميس». والجعسوس: الرجيع. يقال: رمى بجعاميس بطنه.
(٢) في ما: «ولما يكرم».
(٣) في مي، مج: «ولفه».
(٤) في مي، مج «وابعدوا».
(٥) في ف، مي، مج:
«أتعدل بيتا يثربيا بكعبة»