كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب مسلم بن الوليد وأخباره

صفحة 50 - الجزء 19

  سيكشفك التّعديل عمّا قرفتني ... به فتأخّر عارفا أو تقدّم⁣(⁣١)

  فإنّ قريشا لا تغيّر ودّها⁣(⁣٢) ... ولا يستمال عهدها بالتّزعّم

  مضى سلف منهم وصلَّى بعقبهم ... لنا سلف في الأوّل المتقدّم

  جروا فجرينا سابقين بسبقهم ... كما اتّبعت كفّ نواشر معصم

  وإنّ الَّذي يسعى ليقطع بيننا ... كملتمس اليربوع في جحر أرقم

  أضلَّك قدع الآبدات طريقها ... فأصبحت من عميائها في تهيّم⁣(⁣٣)

  / وخانتك عند الجري - لمّا اتّبعتها - ... تميم فحاولت العلا بالتقحّم

  فأصبحت ترميني بسهمي وتتّقى ... يدي بيدي، أصليت نارك فاضرم

  ابن قنبر يهجوه

  قال: ثم هجاه ابن قنبر بقصيدة أوّلها:

  قل لعبد النّضير مسلم الوغد ال ... دّنيّ اللئيم شيخ⁣(⁣٤) النّصاب

  اخس يا كلب إذ نبحت فإنّي ... لست ممن يجيب نبح الكلاب

  أفأرضى ومنصبي منصب العزّ ... وبيتي في ذروة الأحساب

  أن أحطَّ الرّفيع من سمك بيتي ... بمهاجاة أوشب الأوشاب

  من إذا سيل: من أبوه؟ بدا منه ... حياء يحميه رجع⁣(⁣٥) الجواب

  وإذا قيل حين يقبل: من ... أنت ومن تعتزيه في الأنساب

  قلت: هاجي ابن قنبر، فتسر ... بلت بذكري فخرا لدى النّسّاب

  ابن قنبر يتابع هجاءه

  وهي قصيدة طويلة، فلم يجبه مسلم عنها بشيء، فقال فيه ابن قنبر أيضا:

  لست أنفيك إن سواي نفاكا ... عن أبيك الَّذي له منتماكا

  ولماذا أنفيك يا بن وليد ... من أب إن ذكرته أخزاكا

  ولو أنّي طلبت ألأم منه ... لم أجده إن لم تكن أنت ذاكا

  لو سواه أباك كان جعلنا ... هـ إن⁣(⁣٦) الناس طاوعونا أباكا

  حاك دهرا بغير حذق⁣(⁣٧) لبرد ... وتحوك الأشعار أنت كذاكا


(١) قرفتني: اتهمتني. والتعديل: تزكية الشهود.

(٢) في ما، والديوان - ٣٣٩:

«لا يغادر ودّها»

(٣) في الديوان - ٣٣٩:

«أضلك قرع الآبدات ...»

، والقدع: المجاوزة. وتهيمه الهوى تهيما: حمله على الهيام.

(٤) في مي: «سنخ». والسّنخ: الأصل.

(٥) في مي: «ردّ الجواب».

(٦) في ما: «إذا الناس».

(٧) وفي ف:

«حاك دهرا بغير جدّ لبرد»