كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب مسلم بن الوليد وأخباره

صفحة 51 - الجزء 19

  / وهي طويلة، فلم يجبه مسلم عنها بشيء، فقال ابن قنبر أيضا يهجوه:

  فخر العبد عبد قنّ⁣(⁣١) اليهود ... بضعيف من فخره مردود

  فاخر الغرّ من قريش بإخوا ... ن خنازير [من] يثرب والقرود

  يتولَّى بني النّضير ويدعو ... بهم الفخر من مكان بعيد

  وبني الأوس والخزرج أهل الذّ ... لّ في سالف الزّمان التّليد

  إذ رضوا بافتضاض⁣(⁣٢) فطيون منهم ... كلّ بكر ريّا الرّوادف رود

  وبنو عمّها شهود لما يف ... عل فطيون قبّحوا من شهود

  خلف باب الفطيون والبغل منهم⁣(⁣٣) ... لا بذي غيرة ولا بنجيد

  فإذا ما قضى اليهوديّ منها ... نحبه⁣(⁣٤) قنّعوا بخزي جديد

  قال: فلما أفحش في هذه القصيدة وفي عدّة قصائد قالها، ومسلم لا يجيبه، مشى إليه قوم من مشيخة الأنصار، واستعانوا بمشيخة من قرّاء تميم وذوي العلم والفضل منهم، فمشوا معهم إليه فقالوا له: ألا تستحي من أن تهجو من لا يجيبك؟ أنت بدأت الرّجل فأجابك، ثم عدت فكفّ، وتجاوزت ذلك إلى ذكر أعراض الأنصار الَّتي كان رسول اللَّه يحميها ويذبّ عنها ويصونها، لغير حال أحلَّت لك ذلك منهم، فما زالوا يعظونه ويقولون له كل قول حتى أمسك عن المناقضة لمسلم، فانقطعت.

  صوت

  ثلاثة تشرق الدّنيا ببهجتهم ... شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر

  يحكي أفاعيله⁣(⁣٥) في كلّ نائبة ... الغيث والليث والصّمصامة الذّكر

  الشّعر لمحمد بن وهيب، والغناء لعلَّويه ثقيل أول بالوسطى، وفيه لإبراهيم بن المهديّ ثقيل أول آخر عن الهشاميّ.


(١) في ف:

«فخر العبد، علج قن اليهود»

وفي مي:

«فخر العلج، علج قن اليهود»

(٢) افتض الجارية: أزال بكارتها.

(٣) البعل: المرأة. وفي ما، مي:

«والفعل فيهم»

(٤) في ما: «وطرا».

(٥) في مي: «فعائله».