كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن وهيب

صفحة 62 - الجزء 19

  العذر إن أنصفت متّضح ... وشهيد حبّك⁣(⁣١) أدمع سفح

  فضحت ضميرك عن ودائعه ... إنّ الجفون نواطق فصح⁣(⁣٢)

  وإذا تكلَّمت العيون⁣(⁣٣) على ... إعجامها فالسّر مفتضح

  ربما أبيت معانقي قمر ... للحسن فيه مخايل تضح⁣(⁣٤)

  نشر الجمال على محاسنه ... بدعا وأذهب همّه الفرح

  يختال في حلل الشّباب به ... مرح وداؤك أنه مرح

  ما زال يلثمني مراشفه ... ويعلَّني الإبريق والقدح

  / حتى استردّ اللَّيل خلعته ... ونشا خلال سواده وضح

  وبدا الصّباح كأن غرّته ... وجه الخليفة حين يمتدح

  يقول فيها:

  نشرت بك الدّنيا محاسنها ... وتزيّنت بصفاتك المدح

  وكأنّ ما قد غاب عنك له ... بإزاء طرفك عارضا شبح⁣(⁣٥)

  وإذا سلمت فكلّ حادثة ... جلل فلا بؤس ولا ترح

  مدح المطلب بن عبد اللَّه فوصله وأقام عنده مدة

  / أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ، قال: حدثني أهلنا:

  أنّ محمد بن وهيب قصد المطَّلب بن عبد اللَّه بن مالك الخزاعيّ - عمّ أبي - وقد ولي الموصل وكان له صديقا حفيّا، وكان كثير الرّفد له والثّواب على مدائحه، فأنشده قوله فيه:

  صوت

  دماء المحبّين لا تعقل ... أما في الهوى حاكم⁣(⁣٦) يعدل

  تعبّدني حور الغانيات ... ودان الشّباب له الأخطل⁣(⁣٧)

  ونظرة عين تلافيتها ... غرارا كما ينظر الأحول

  مقسّمة بين وجه الحب ... يب وطرف الرّقيب متى يغفل

  أذمّ على غربات⁣(⁣٨) النّوى ... إليك السّلوّ ولا أذهل


(١) ف: «وشهود حبك».

(٢) مي، مد، ب: «فضح».

(٣) التجريد:

«وإذا تكلمت الجفون»

(٤) مي، مد:

«ربما أبيت ... مخايل فصح»

وفي ب: «مخايل نصح». وتضح: تبين وتظهر.

(٥) ف:

«بإزاء طرفك عارض سنح»

(٦) ب: «حكم يعدل».

(٧) ب: «الأخطل». والأخطل: الخفيف السريع أو الأحمق.

(٨) الغربات جمع غربة، وهي البعد.