أخبار محمد بن وهيب
  العذر إن أنصفت متّضح ... وشهيد حبّك(١) أدمع سفح
  فضحت ضميرك عن ودائعه ... إنّ الجفون نواطق فصح(٢)
  وإذا تكلَّمت العيون(٣) على ... إعجامها فالسّر مفتضح
  ربما أبيت معانقي قمر ... للحسن فيه مخايل تضح(٤)
  نشر الجمال على محاسنه ... بدعا وأذهب همّه الفرح
  يختال في حلل الشّباب به ... مرح وداؤك أنه مرح
  ما زال يلثمني مراشفه ... ويعلَّني الإبريق والقدح
  / حتى استردّ اللَّيل خلعته ... ونشا خلال سواده وضح
  وبدا الصّباح كأن غرّته ... وجه الخليفة حين يمتدح
  يقول فيها:
  نشرت بك الدّنيا محاسنها ... وتزيّنت بصفاتك المدح
  وكأنّ ما قد غاب عنك له ... بإزاء طرفك عارضا شبح(٥)
  وإذا سلمت فكلّ حادثة ... جلل فلا بؤس ولا ترح
  مدح المطلب بن عبد اللَّه فوصله وأقام عنده مدة
  / أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ، قال: حدثني أهلنا:
  أنّ محمد بن وهيب قصد المطَّلب بن عبد اللَّه بن مالك الخزاعيّ - عمّ أبي - وقد ولي الموصل وكان له صديقا حفيّا، وكان كثير الرّفد له والثّواب على مدائحه، فأنشده قوله فيه:
  صوت
  دماء المحبّين لا تعقل ... أما في الهوى حاكم(٦) يعدل
  تعبّدني حور الغانيات ... ودان الشّباب له الأخطل(٧)
  ونظرة عين تلافيتها ... غرارا كما ينظر الأحول
  مقسّمة بين وجه الحب ... يب وطرف الرّقيب متى يغفل
  أذمّ على غربات(٨) النّوى ... إليك السّلوّ ولا أذهل
(١) ف: «وشهود حبك».
(٢) مي، مد، ب: «فضح».
(٣) التجريد:
«وإذا تكلمت الجفون»
(٤) مي، مد:
«ربما أبيت ... مخايل فصح»
وفي ب: «مخايل نصح». وتضح: تبين وتظهر.
(٥) ف:
«بإزاء طرفك عارض سنح»
(٦) ب: «حكم يعدل».
(٧) ب: «الأخطل». والأخطل: الخفيف السريع أو الأحمق.
(٨) الغربات جمع غربة، وهي البعد.