ذكر أشعب وأخباره
  كان أشعب عند أبي سنة أربع وخمسين ومائة، ثم خرج إلى المدينة فلم يلبث أن جاء نعيه. وهو أشعب بن جبير، وكان أبوه مولى لآل الزّبير، فخرج مع المختار، فقتله مصعب صبرا مع من قتل.
  أخبرني الجوهريّ، قال: حدثنا ابن مهرويه، قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل اليزيديّ، قال: حدّثني التّوزيّ، عن الأصمعيّ، قال:
  قال أشعب: نشأت أنا وأبو الزّناد في حجر عائشة بنت عثمان، فلم يزل يعلو وأسفل حتى بلغنا هذه المنزلة.
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز، قال: حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدثنا الزّبير بن بكَّار، قال:
  حدثنا عبيد اللَّه(١) بن الحسن والي المأمون على المدينة، قال:
  حدّثني محمد بن عثمان بن عفان قال: قلت لأشعب: لي إليك حاجة، فحلف بالطلاق لابنة وردان(٢):
  لا سألته حاجة إلا قضاها، فقلت له: أخبرني عن سنّك، فاشتد ذلك عليه حتى ظننت أنه سيطلَّق، فقلت له: على رسلك، وحلفت له إني لا أذكر سنّه ما دام حيّا، فقال لي: أمّا إذ فعلت فقد هوّنت عليّ، أنا واللَّه حيث حصر جدّك عثمان بن عفان، أسعى في الدار ألتقط السهام. قال الزبير /: وأدركه أبي.
  أخبرني أحمد، قال: حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه اليعقوبيّ، عن الهيثم بن عديّ، قال:
  / قال أشعب: كنت ألتقط السهام من دار عثمان يوم حوصر، وكنت في شبيبتي ألحق الحمر الوحشية عدوا.
  أمه يطاف بها بعد أن بغت
  أخبرني أحمد، قال: حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الجهم أبو مسلم وأحمد بن إسماعيل، قالا: أخبرنا المدائنيّ، قال:
  كان أشعب الطامع(٣) - واسمه شعيب - مولى لآل الزبير من قبل أبيه، وكانت أمه مولاة لعائشة بنت عثمان بن عفان؛ وكانت بغت(٤) فضربت وحلقت وطيف بها وهي تنادي: من رآني فلا يزنين، فأشرفت عليها امرأة فقالت:
  يا فاعلة، نهانا اللَّه ø عن الزنا فعصيناه، ولسنا ندعه لقولك وأنت محلوقة مضروبة يطاف بك.
  أخبرني أحمد، قال: حدثنا أحمد بن مهرويه، قال: كتب إليّ ابن أبي خيثمة يخبرني أن مصعب بن عبد اللَّه أخبره، قال:
  اسم أشعب شعيب، ويكنى أبا العلاء، ولكنّ الناس قالوا أشعب فبقيت عليه، وهو شعيب بن جبير مولى آل الزبير، وهم يزعمون اليوم أنهم من العرب، فزعم أشعب أن أمه كانت تغري بين أزواج النبي ﷺ ورحمهم، وامرأة أشعب بنت وردان، ووردان الَّذي بني قبر النبي ﷺ حين بني عمر بن العزيز المسجد.
(١) ف: «عبد اللَّه بن الحسن».
(٢) ف: «فحلف بطلاق بنت وردان».
(٣) ب: «الطمع». وفي مد: «كثير الطمع».
(٤) ف: «وكانت تعيث فحلقت وضربت وحملت على جمل وطيف بها».