كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - خبر أبي قطيفة ونسبه

صفحة 48 - الجزء 1

  سيبعد بيننا نصّ المطايا ... وتعليق الأداوى والمزاد⁣(⁣١)

  وكلّ معبّد قد أعلمته ... مناسمهن طلَّاع النّجاد⁣(⁣٢)

  أرى الحاجات عند أبي خبيب ... نكدن ولا أميّة بالبلاد⁣(⁣٣)

  من الأعياص أو من آل حرب ... أغرّ كغرّة الفرس الجواد

  أبو خبيب: عبد اللَّه بن الزّبير، كان يكنى أبا بكر. وخبيب: ابن له هو أكبر ولده، ولم يكن يكنيه به إلا من ذمّه، يجعله كاللقب له⁣(⁣٤). قال: فقال ابن الزبير لمّا بلغه هذا الشعر: علم أنها شرّ أمّهاتي فعيّرني بها وهي خير عمّاته⁣(⁣٥). قال اليزيديّ: «إنّ» ها هنا بمعنى نعم، كأنه إقرار بما قال. ومثله قول ابن قيس الرّقيّات:

  ويقلن شيب قد علا ... ك وقد كبرت فقلت إنّه⁣(⁣٦)

  عود إلى نسب أبي قطيفة

  وأمّ أبي معيط آمنة بنت أبان بن كليب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، ولها يقول نابغة بني جعدة: /

  وشاركنا قريشا في تقاها ... وفي أنسابها⁣(⁣٧) شرك العنان

  بما ولدت نساء بني هلال ... وما ولدت نساء بني أبان

  وكانت آمنة هذه تحت أميّة بن عب شمس، فولدت له العاص وأبا العاص وأبا العيص / والعويص وصفيّة وتوبة وأروى بني أميّة. فلما مات أميّة تزوّجها بعده ابنه أبو عمرو - وكان أهل الجاهلية يفعلون ذلك، يتزوّج الرجل امرأة أبيه بعده - فولدت له أبا معيط، فكان بنو أميّة من آمنة إخوة أبي معيط وعمومته، أخبرني بذلك كلَّه الطوسيّ عن الزّبير بن بكَّار.

  قال الزّبير: وحدّثني عمّي مصعب قال: زعموا أنّ ابنها أبا العاص زوّجها أخاه أبا عمرو، وكان هذا نكاحا تنكحه الجاهلية. فأنزل اللَّه تعالى تحريمه، قال اللَّه تعالى: {ولا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّه ُ كانَ فاحِشَةً ومَقْتاً وساءَ سَبِيلًا}، فسمّي نكاح المقت.

  مقتل عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وما قالته قتيلة بنت الحارث من الشعر ترثي أخاها


خويلد بن أسد بن عبد العزّى (انظر «الأغاني» ج ١٠ ص ١٧٣ طبع بولاق).

(١) نص المطايا: استخراج أقصى ما عندها من السير. والأداوي: جمع إداوة وهي وعاء الماء. والمزاد: جمع مزادة وهي الراوية يحمل فيها الماء. قال أبو عبيدة: ولا تكون إلا من جلدين توصل بثالث بينهما لتتسع. (انظر «اللسان» في هذه المواد).

(٢) المعبد: الطريق المذلل. وأعلمته مناسمهن: أثّرت فيه بأخفافها. والنجاد: جمع نجد وهو ما غلظ من الأرض وارتفع.

(٣) يقال: نكده حاجته إذا منعه إياها ولم يقضها. وفي ب، ح: «نكرن» وهو تحريف.

(٤) قال الثعالبيّ في «لطائف المعارف»: كان لابن الزبير ثلاث كنى: أبو خبيب وأبو بكر وأبو عبد الرحمن، وكان إذا هجى كنى بأبي خبيب. (انظر «الخزانة» ج ٢ ص ١٠١).

(٥) روى البغداديّ أنه قال: لو علم أن لي أمّا أخس من عمته الكاهلية لنسبني إليها. (انظر «الخزانة» ج ٢ ص ١٠٠).

(٦) يرى سيبويه أن هذه الهاء للسكت، ويرى أبو عبيدة أنها اسم إن، أي إنه كذلك، (انظر «المغني» طبع بولاق ج ١ ص ٥١).

(٧) في «اللسان»: «وفي أحسابها». والأصل في شرك العنان وشركة العنان: اشتراك شخصين في شيء خاص دون سائر أموالهما، كأنه عنّ لهما شيء فاشتركا فيه. (انظر «اللسان» مادة عنّ).