كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب ابن الخياط وأخباره

صفحة 215 - الجزء 20

  عليك، فتتزوّجها، ففعل. فرفع ذلك إلى أبي عمران - وهو القاضي يومئذ - فقال: أخطأ الَّذي أشار عليه في الحكومة. أما نحن في الحكومة فقد عرفنا أن قد بلغت خمسمائة دينار، / فاذهبوا فقوّموها، فإن بلغت القيمة أكثر من هذا ألزمناه، وإلَّا فخذوا منه خمسمائة دينار، فاستحسن هذا الرأي، وليس عليه الناس قبلنا، فقال ابن الخياط يذكر ذلك من أمر ابن قتيلة وما كان من أمر جاريته:

  يا معشر العشّاق من لم يكن ... مثل القتيليّ فلا يعشق

  لما رأى السّوّام قد أحدقوا ... وصيح في المغرب والمشرق

  واجتمع الناس على درّة ... نظيرها في الخلق لم يخلق

  وأبدت الأموال أعناقها ... وطاحت العسرة للمملق

  / قلَّب فيه الرأي في نفسه ... يدير ما يأتي وما يتّقي

  أعتقها والنفس في شدقها ... للمعتق المنّ على المعتق

  وقال للحاكم في أمرها ... إن افترقنا فمتى نلتقي؟

  وأخبرني بهذا الخبر وكيع قال: قال الزبير بن بكَّار، وذكر مثل ما ذكره الحرميّ، وزاد فيه:

  فكان فيهم - يعني فيمن حضر - لابتياعها موسى بن جعفر بن محمد بن زيد بن عليّ، والقاسم بن إسحاق بن عبد اللَّه بن جعفر، وغيرهم. قال: فرأيتهم قياما في الشمس يتزايدون فيها. وقال في خبره: ابن أبي قتيلة بالتاء.

  يسأل سائل عنه ابنه يونس فيمضى به إليه فيستنشده شعره في العصبية:

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال: حدثنا الزبير بن بكَّار قال: حدّثني يونس بن عبد اللَّه بن سالم الخياط قال:

  كنت ذات عشية في مسجد رسول اللَّه وقت العصر في⁣(⁣١) أيام الحاج، فإذا أنا برجل جميل عليه مقطَّعات خزّ، وإذا معه جماعة. فوقف إلى جنبي فصلَّى ركعتين، ثم أقبل عليّ - وكان ذلك من أسباب الرزق - فقال: يا فتى، أتعرف عبد اللَّه ابن سالم الخياط؟ فقلت: نعم. فلما صلينا قال: امض بنا إليه، فمضيت به⁣(⁣٢)، فاستخرجت له أبي من منزله، فقال⁣(⁣٣) الرجل: بلغني أنّك قلت شعرا في أمر العصبية، فقال له أبي: ومن أنت بأبي أنت وأمي؟

  فقال: أنا خزيم بن أبي الهيذام، فقال له أبي: نعم قد قلته، وأنشده:

  اسقياني من صرف هذي المدام⁣(⁣٤) ... ودعاني وأقصرا من⁣(⁣٥) ملامي

  واشربا حيث شئتما إن قيسا ... قد علا عزّها فروع الأنام

  / ليس واللَّه بالشآم يمان ... فيه روح ولا بغير الشآم

  يطعم النوم حين تكتحل الأعين بالنوم عند وقت المنام


(١) كذا في ب، ج. وفي س: «لي»، تحريف.

(٢) كذا في ب، س. وفي ج: «معه».

(٣) كذا في ب، س. وفي ج: «فقال له».

(٤) في س: «المداما»، تحريف.

(٥) في ج: «عن».