كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار التيمي ونسبه

صفحة 244 - الجزء 20

  ما له يعدل عني وجهه ... وهو لا يعدله عندي أحد؟

  الشعر والغناء لإسحاق، خفيف رمل بالبنصر، وله فيه أيضا ثقيل أول، وفيه لزكريا بن يحيى بن معاذ هزج بالبنصر عن الهشامي وغيره. قال الهشاميّ: وقيل إن الهزج لإسحاق، وخفيف الرمل لزكريا.

  اشترك هو وإسحاق في البيتين السابقين:

  أخبرني جحظة عن علي بن يحيى المنجم عن إسحاق قال:

  اشتركت أنا وأبو محمد التيميّ في هذا الشعر:

  /

  وصف الصد لمن نهوى فصد

  وذكر البيتين.

  يطلب الرشيد إنشاء مرثيته في يزيد بن مزيد:

  أخبرني عمي قال: حدثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه بن طهمان قال: حدّثني محمد الراوية الَّذي يقال له البيذق وكان يقرأ شعر المحدثين على الرشيد - قال:

  قال لي الرشيد يوما: أنشدني مرثية مروان بن أبي حفصة في معن بن زائدة التي يقول فيها:

  كأن الشمس يوم أصيب معن ... من الإظلام ملبسة جلالا

  هو الجبل الَّذي كانت معدّ ... تهدّ من العدوّ به الجبالا

  أقمنا باليمامة بعد معن ... مقاما لا نريد به زيالا

  وقلنا أين نذهب بعد معن ... وقد ذهب النوال فلا نوالا

  قال: فأنشدته إياها، ثم قال لي، أنشدني قصيدة أبي موسى التيميّ في مرثية يزيد ابن مزيد، فهي واللَّه أحب إليّ من هذه، فأنشدته:

  أحقّ أنه أودى يزيد ... تبيّن أيها الناعي المشيد

  أتدري من نعيت وكيف فاهت ... به شفتاك، كان بك الصعيد

  أحامي المجد والإسلام أودى ... فما للأرض ويحك لا تميد!

  تأمل هل ترى الإسلام مالت ... دعائمه وهل شاب الوليد!

  وهل شيمت سيوف بني نزار ... وهل وضعت عن الخيل اللَّبود!

  وهل تسقي البلاد عشار⁣(⁣١) مزن ... بدرّتها وهل يخضرّ عود!

  / أما هدت لمصرعه نزار ... بلى وتقوّض المجد المشيد

  وحلّ ضريحه إذ حلّ فيه ... طريف المجد والحسب التليد

  أما واللَّه ما تنفك عيني ... عليك بدمعها أبدا تجود


(١) العشار في الأصل: النوق الحديثات النتاج، جمع عشراء.