كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن أرطأة ونسبه

صفحة 501 - الجزء 2

  لما تواصوا بقتلي قمت معتزما ... حتى حميت من الأعداء أوصالي

  عمّ الوليد بمعروف عشيرته ... والأبعدون حظوا منه بإفضال

  شعره في الوليد وقد حماه من أخواله ودفع عنه الدية

  قال: وكان ابن سيحان قد ضرب رجلا من أخواله بالسيف فقطع يده ولم تقم عليه بيّنة، فتآمر به القوم ومنع منه ابن خال له منهم⁣(⁣١)؛ وخاف الوليد بن عقبة أن يرجع إلى المدينة هاربا منهم وخوفا من جنايته عليهم فيفارقه وينقطع عنه، فدعاهم وأرضاهم وأعطاهم دية صاحبهم. فلم يزل عند الوليد حتى عزل وهو نديمه وصفيّه. وهو القائل في الوليد - وفيه غناء -:

  صوت

  بات الوليد يعاطيني مشعشعة ... حتى هويت صريعا بين أصحابي

  في الغناء: بات الكريم يعاطيني.

  لا أستطيع نهوضا إن هممت به ... وما أنهنه⁣(⁣٢) من⁣(⁣٣) حسو وتشراب

  حتى إذا الصبح لاحت لي جوانبه ... ولَّيت أسحب نحو الفوم أثوابي

  كأنني من حميّا كأسه جمل ... صحّت قوائمه من بعد أوصاب

  ويروى:

  كأنني من حميّا كأسه ظلع

  الغناء ليحيى المكَّيّ - وروي: ضلع⁣(⁣٤) - خفيف ثقيل بالبنصر عن الهشاميّ وبذل: قالت⁣(⁣٥) بذل: وفيه لحن آخر ليحيى، ولم تذكر طريقته.

  قصة تبرئة لسعيد بن العاص من الشرب وما قاله في ذلك

  أخبرني محمد بن مزيد قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني أبو فهيرة⁣(⁣٦) قال:

  دخل عبد الرحمن بن أرطاة على سعيد بن العاص وهو أمير المدينة؛ فقال له: ألست القائل:

  إنّا لنشربها حتى تميل بنا ... كما تمايل وسنان بوسنان

  فقال له عبد الرحمن: معاذ اللَّه أن أشربها وأنعتها، ولكنّي الذي أقول:

  سموت بحلفي للطَّوال من الذّرى ... ولم تلقني كالنّسر في ملتقى جدب


(١) كذا في أ. وفي سائر النسخ: «ومنع منه ابن خال منهم له».

(٢) نهنهه عن الشيء: زجره وكفه.

(٣) كذا في جميع النسخ، والمعروف «أن نهنه» يتعدّى بعن.

(٤) كذا في جميع النسخ وحق هذه الجملة التقديم، والضلع وصف من الضلع وهو كالظلع بالظاء: الميل في المشي.

(٥) وردت هذه العبارة هكذا في ح، ووردت محرفة في سائر النسخ.

(٦) في أ، م: «أبو فهرة». ولم نعثر عليه في كتب التراجم، غير أنه عرفت التسمية بفهيرة (انظر «شرح القاموس» مادة فهر).