كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب ابن أبي عيينة وأخباره

صفحة 270 - الجزء 20

  لأني عنك مشغول بنفسي ... ومحترق عليك بغير نار

  وأنت توقّرين وليس عندي ... على نار الصّبابة من وقار

  فأنت لأن ما بك دون ما بي ... تدارين العدوّ ولا أداري

  ولو واللَّه تشتاقين شوقي ... جمحت إلى مخالعة العذار

  ألا يا وهب فيم فضحت دنيا ... وبحت بسرّها بين الجواري

  أما والراقصات بكلّ واد ... غواد نحو مكة أو سواري

  لقد فضلتك⁣(⁣١) دنيا في فؤادي ... كفضل يدي اليمين على اليسار

  فقولي ما بدا لك أن تقولي ... فإني لا ألومك أن تضاري

  من ظريق شعره فيها:

  قال وقال فيها، وهو من ظريف أشعاره:

  رقّ قلبي لك يا نور عيني ... وأبي قلبك لي أن يرقّا

  فأراك اللَّه موتى فإنّي ... لست أرضى أن تموتي وأبقى

  أنا من وجد بدنياي منها ... ومن العذّال فيها ملقّى

  صوت

  زعموا أني صديق لدنيا ... ليت ذا الباطل قد صار حقّا

  في هذا البيت ثمّ الَّذي قبله، ثم الأول لإبراهيم لحن ماخوري بالوسطى عن الهشاميّ.

  قال: وقال فيها أيضا في هذا الوزن، وفيه غناء محدث رمل طنبوريّ:

  عيشها حلو وعيشك مرّ ... ليس مسرور كمن لا يسرّ

  كمد⁣(⁣٢) في الحبّ تسخن فيه ... عينه أكثر مما تقرّ

  قلت⁣(⁣٣) للَّائم فيها اله عنها ... لا يقع بيني وبينك شرّ

  أتراني مقصرا عن هواها ... كلّ مملوك إذا لي حرّ

  وقال فيها أيضا، وأنشدناه الأخفش عن المبرّد، وأنشدناه محمد بن العباس اليزيديّ قال:

  / أنشدني عمي عبيد اللَّه لأبي عيينة:

  حين⁣(⁣٤) قالت دنيا علام نهارا ... زرت؟ هلا انتظرت وقت المساء!


(١) وفي س، ب: «فضلت»، تحريف.

(٢) في س، ب: «كمديم الحب»، تحريف.

(٣) في س: «قلت لذا اللائم»، تحريف.

(٤) في ب، س: «جئت».