كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب ابن أبي عيينة وأخباره

صفحة 271 - الجزء 20

  /

  إن تكن معجبا⁣(⁣١) برأيك لا تف ... رق فاستحي يا قليل الحياء

  ذاك إذ روحها وروحي مزاجا ... ن كأصفى خمر بأعذب ماء

  معنى له يأخذه البحتري:

  قال محمد بن يزيد: وقد أخذ هذا المعنى غيره منه ولم يسمّه، وهو البحتريّ، فقال:

  صوت

  جعلت حبّك من قلبي بمنزلة ... هي المصافاة بين الماء والراح

  تهتزّ مثل اهتزاز الغصن حرّكه ... مرور غيث من الوسميّ سحّاح⁣(⁣٢)

  الغناء في هذين البيتين لرذاذ ثقيل أول مطلق في مجرى البنصر.

  من شعره الَّذي يكنى فيه عن فاطمة:

  ومما قاله أبو عيينة في فاطمة هذه، وكنى فيه بدنيا قوله:

  صوت

  ألم تنه قلبك أن يعشقا ... ومالك والعشق لولا الشّقا

  أمن بعد شربك كأس النّهى ... وشمّك ريحان أهل التّقى

  عشقت فأصبحت في العالم ... ين أشهر من فرس أبلقا

  أدنياي من غمر بحر الهوى ... خذي بيدي قبل أن أغرقا

  أنا ابن المهلَّب ما مثله ... لو أنّ إلى الخلد لي مرتقى

  / غنى فيه أبو العبيس بن حمدون، ولحنه ثاني ثقيل مطلق، وفيه لعريب ثقيل أول، رواه أبو العبيس عنها.

  قصيدة يذكر فيها دنيا ويفخر بمآثر المهلب:

  وهذه قصيدة طويلة يذكر فيها دنيا ويفخر بعقب النسيب بأبيه، ويذكر مآثر المهلَّب بالعراق، ولكن مما قاله في دنيا منها قوله:

  أدنياي من غمر بحر الهوى ... خذي بيدي قبل أن أغرقا

  أنا لك عبد فكوني كمن ... إذا سرّه عبده أعتقا

  ألم أخدع الناس عن وصلها ... وقد يخدع العاقل الأحمقا


(١) في م، مد: «إن كنت معجبا»، وفي ب، س: «كنت ذا معجبا» وكلاهما تحريف، والمثبت من مو.

(٢) الوسمي: مطر الربيع الأول، لأنه يسم الأرض بالنبات، نسب إلى الوسم، والبيتان من قصيدة في مدح الفتح بن خاقان، وروايتهما في «الديوان» ١: ١١٣:

تهتز مثل اهتزاز الغصن أتعبه ... مرور غيث من الوسمي سحاح

ويرجع الليل مبيضا إذا ابتسمت ... عن أبيض خصر السمطين لماح

وجدت نفسك من نفسي بمنزلة، البيت.