نسب ابن أبي عيينة وأخباره
  واله عنه فما يضرّك منه ... عضّ كلب ليست له أسنان
  ولعمري لولا أبوه لنا ... لته بسوء منّي يد ولسان
  قل لفتياننا المقيمين بالبا ... ب ثقوا النجاح يا فتيان
  لا تخافوا الزمان قد قام موسى ... فلكم من ردى الزمان أمان
  أو لم تأته الخلافة طوعا ... طاعة ليس بعدها عصيان؟
  فهي منقادة لموسى وفيها ... عن سواه تقاعس وحران
  / قل لموسى يا مالك الملك طوعا ... بقياد وفي يديك العنان
  أنت بحر لنا ورأيك فينا ... خير رأي لنا سلطان
  فاكفنا خالدا فقد سامنا الخسف ... رماه لحتفه(١) الرحمن
  كم إلى كم يغضى على الذّل منه ... وإلى كم يكون هذا الهوان؟
  قال: فلما قرأ هذه القصيدة موسى الهادي أمر له بصلة، وأعطاه ما فات من رزقه، وأقفله من جيش خالد إليه.
  صوت
  أين محلّ الحيّ يا وادي؟ ... خبّر سقاك الرائح الغادي
  مستصحب للحرب خيفانة(٢) ... مثل عقاب السّرحة(٣) العادي
  بين خدور الظَّعن محجوبة ... حدا بقلبي معها الحادي
  وأسمرا(٤) في رأسه أزرق(٥) ... مثل لسان الحية الصادي
  الشعر لدعبل بن عليّ الخزاعيّ، والغناء لأحمد بن يحيى المكَّي، خفيف ثقيل مطلق في مجرى الوسطى عن أبي عبد اللَّه الهشامي.
(١) كذا في ب، س: وفي أ، م: «بحتفه».
(٢) خيفانة: يريد فرسا أو ناقة خفيفة وثابة.
(٣) السرحة: الشجرة العظيمة.
(٤) كذا في م، ما. وفي س، ب: «وأسمر».
(٥) المراد نصل أزرق، أي شديد الصفاء.