كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مسكين ونسبه

صفحة 357 - الجزء 20

  صوت

  ألا ليت شعري ما يقول ابن عامر ... ومروان أم ماذا يقول سعيد؟

  بني خلفاء اللَّه مهلا فإنما ... يبوّئها الرحمن حيث يريد

  إذا المنبر الغربيّ خلَّاه ربه ... فإن أمير المؤمنين يزيد

  / - الغناء لمعبد ثقيل أول بالبنصر، عن عمرو بن بانة:

  على الطائر الميون والجدّ صاعد ... لكلّ أناس طائر وجدود

  / فلا زلت أعلى الناس كعبا⁣(⁣١) ولا تزل ... وفود تساميها إليك وفود

  ولا زال بيت الملك فوقك عاليا ... تشيّد أطناب له وعمود

  قدور ابن حرب كالجوابي⁣(⁣٢) وتحتها ... أثاف كأمثال الرئال⁣(⁣٣) ركود

  فقال له معاوية: ننظر فيماقلت يا مسكين، ونستخير اللَّه. قال: ولم يتكلم أحد من بني أمية في ذلك إلَّا بالإقرار والموافقة، وذلك الَّذي أراده يزيد ليعلم ما عندهم، ثم وصله يزيد ووصله معاوية فأجز لا صلته.

  يغير مغن للرشيد شطر بيت له، فيعجب الرشيد تغييره:

  أخبرني محمد بن خلف قال: حدثنا العنزيّ قال: حدثنا أبو معاوية بن سعيد بن سالم قال: قال لي عقيد:

  غنيت الرشيد:

  إذا المنبر الغربي خلَّاه ربه

  ثم فطنت لخطابي، ورأيت وجه الرشيد قد تغير، قال: فتداركتها وقلت:

  فإن أمير المحسنين عقيد

  فطرب، وقال: أحسنت واللَّه، بحياتي قل:

  فإن أمير المؤمنين عقيد

  فو اللَّه لأنت أحق بها من يزيد بن معاوية، فتعاظمت ذلك، فحلف لا أغنيه إلَّا كما أمر، ففعلت، وشرب عليه ثلاثة أرطال، ووصلني صلة سنية.

  تمر به امرأة له وهو ينشد من شعره، فتعقب عليه، فيضربها:

  أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال: حدثنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي قال: حدّثني عمي قال:

  / كانت لمسكين الدراميّ امرأة من منقر، وكانت فاركا⁣(⁣٤) كثيرة الخصومة والمماظَّة⁣(⁣٥)، فجازت به يوما وهو


(١) يريد كعب الرمح، كناية عن الشرف.

(٢) الجوابي: جمع جابية، وهي الحوض يجبي فيه الماء للإبل.

(٣) الرئال: جمع رأل، وهو ولد النعام.

(٤) فاركا: مبغضة لزوجها.

(٥) المماظة: المنازعة والمشادة.