كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي محمد ونسبه

صفحة 362 - الجزء 20

  كلّ يوم خلفه رجل ... رامح⁣(⁣١) يسعى على أثره

  يولج الغرمول⁣(⁣٢) سبتّه⁣(⁣٣) ... كولوج الضّبّ في حجره

  فانصرف سلم وهو يشتمه ويقول: ما يحلّ لأحد أن يكلمك.

  يطلب شاعر أن ينظم على قافية معينة فيهجوه فيما نظم:

  قال: وقال لي يوما أبو حنش الشاعر:

  يا أبا محمد، قل أبياتا قافيتها على هاءين، فقلت له: على أن أهجوك فيها، فقال نعم، فقلت:

  قلت ونفسي جمّ تأوّهها ... تصبو إلى إلفها وأندهها⁣(⁣٤)

  / سقيا لصنعاء لا أرى بلدا ... أوطنه⁣(⁣٥) الموطنون يشبهها

  حصنا ولا كبهجتها ... أعذى⁣(⁣٦) بلاد عذّا وأنزهها

  يعرف صنعاء من أقام بها ... أرغد أرض عيشا وأرفهها

  أبلغ حضيرا عنّي أبا حنش ... عائرة⁣(⁣٧) نجوه أوجّهها

  تأتيه مثل السهام عامدة ... عليه مشهورة أدهدهها⁣(⁣٨)

  كنيته طرح نون كنيته ... إذا تهجيّتها ستفقهها

  / يريد إسقاط النون من أب حنش حتى يكون أبا حش⁣(⁣٩)

  يقول شعرا في يونس بن الربيع وكان وسيما:

  قال أبو عبد اللَّه: وحدّثني عمي قال: حدّثني الطَّلحيّ - وكان له علم وأدب - قال:

  اجتمعت مع أبي محمد عند يونس بن الربيع، وكان قد دعانا، فأقمنا عنده، فاتفق مجلسي إلى جنب مجلس أبي محمد، فقام يونس لحاجته، وكان جميلا وسيما، فالتفتّ إلى اليزيديّ فقال:

  وفتى كالقناة في الطَّرف منه ... إن تأملت طرفه استرخاء

  فإذا الرامح المشيح⁣(⁣١٠) تلاه ... وضع الرمح منه حيث يشاء

  يهجو قتيبة الخراساني لأنه كان يسأله كالمتعنت:

  قال: وحدّثني عمي عن عمه إسماعيل عن أبي محمد قال:


(١) الرامح في الأصل: ذو الرمح.

(٢) الغرمول: الذكر.

(٣) سبته: استه.

(٤) اندهها: أزجرها.

(٥) أوطنه: استوطنه.

(٦) أعذى: أطيب هواء. والفعل عذا يعذو.

(٧) عائرة: سهاما لا يدري راميها. والمراد قصيدة.

(٨) أدهدهها: أرسلها، من دهده الحجر: دحرجه.

(٩) الحش: موضع قضاء الحاجة مثلثة.

(١٠) المشيح: المقبل.