كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار من له شعر فيه صنعة من ولد أبي محمد اليزيدي وولد ولده، فمنهم محمد بن أبي محمد

صفحة 376 - الجزء 20

  أيحيى لقد زرناك نلتمس الجدا ... وأنت امرؤ يرجى جداه ونائله

  وما صنع المعروف في الناس صانع ... فيحمد إلَّا أنت بالخير فاضله

  تخيرك الناس الخليفة لابنه ... وأحكمت منه كل أمر يحاوله

  فما ظنّ ذو ظنّ من الناس علمه ... كعلمك إلَّا مخطيء الظن فائله⁣(⁣١)

  إليك تناهت غاية الناس كلَّهم ... إذا اشتبهت عند البصير مسائله

  قال أبو محمد: فكتب إليه:

  أبا ظبية اسمع ما أقول فخير ما ... يقال إذا ما قيل صدّق قائله

  إذا شئت فانهد⁣(⁣٢) بي إلى من أردته ... وأمّلت جدواه فإني منازله

  فإن يك تقصير ولا يك عارفا ... بحقك فاعذ له فتكثر⁣(⁣٣) عواذله

  يتمنى العباس بن الأحنف أن يكون سبقه إلى بيتين له:

  حدّثني أبو عبد اللَّه محمد بن العباس اليزيديّ قال: حدّثني عمي عبيد اللَّه قال: حدّثني أخي أحمد عن أبي قال:

  صرت إلى العباس بن الأحنف، فقال لي ما حاجتك؟ قلت: أمرني أخوك وأبي / أن أصير إليك وأستفيد منك، فقال لي: أتصير إليّ؟ وددت أني سبقتك إلى بيتين قلتهما وأني لم أقل من الشعر شيئا غيرهما، فدخلني من السرور ما اللَّه به عليم، فقلت وما هما؟ فقال: قولك:

  يا بعيد الدار موصو ... لا بقلبي ولساني

  ربما باعدك الده ... ر وأدنتك الأماني

  لم يسرق من الشعر إلَّا معنيين لمسلم بن الوليد:

  حدّثني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار قال: حدّثني محمد بن داود الجراح قال: حدّثني أبو القاسم عبيد اللَّه بن محمد اليزيديّ قال: حدّثني أحمد بن محمد قال:

  سمعت أبي يقول: ما سرقت من الشعر شيئا إلَّا معنيين: قال مسلم بن الوليد:

  ذاك ظبي تحيّر الحسن في الأر ... كان منه وحلّ كل مكان

  عرضت دونه الحجال فما يل ... قاك إلَّا في النوم أو في الأماني

  فقلت:

  يا بعيد الدار موصو ... لا بقلبي ولساني


(١) م. س، ب: «قاتله»، تحريف.

(٢) نهد: نهض ومضى على كل حال.

(٣) لعل راء فتكثر سكنت تخفيفا، لتتابع الحركات.