كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار من له شعر فيه صنعة من ولد أبي محمد اليزيدي وولد ولده، فمنهم محمد بن أبي محمد

صفحة 377 - الجزء 20

  ربما باعدك الده ... ر وأدنتك الأماني

  وقال مسلم أيضا:

  متى ما تسمعي بقتيل حبّ ... أصيب فإنني ذاك القتيل

  فقلت أنا:

  أتيتك عائذا بك من ... ك لما ضاقت الحيل

  وصيّرني هواك وبي ... لحيني يضرب المثل

  فإن سلمت لكم نفسي ... فما لاقيته جلل

  / وإن قتل الهوى رجلا ... فإني ذلك الرجل

  يعتب على صديق له فيجيبه:

  أخبرني محمد بن العباس قال: حدّثني عمي عبيد اللَّه عن أخيه أبي جعفر قال:

  عتب أبي - / يعني محمد بن أبي محمد - على يونس بن الربيع. وكان صديقه فكتب إليه:

  سأبكيك حيّا لابكيتك ميّتا ... بأربعة تجري عليك همولا

  وأعفيك من طول اللقاء وإنني ... أرى اليوم لا ألقاك فيه طويلا

  فكيف بصبري عنك لا كيف بعد ما ... حللت محلا في الفؤاد جليلا!

  قال، وكتب إليه يونس:

  إلى كم قد بليت وليس يبلى ... عتاب منك لي أبدا طويل؟

  إذا كثر التجنّي من خليل ... ولم تذنب فقد ظلم⁣(⁣١) الخليل

  يقول في قنفذ شعرا اقترح عليه:

  أخبرني عمي قال: حدّثني الحسن بن الفهم قال: قال لي أبو سمير عبد اللَّه بن أيوب مولى بني أمية:

  بات عندي ليلة محمد بن أبي محمد اليزيديّ، فظهر لنا قنفذ، فقلت له: قل فيه شيئا، فأنشأ يقول:

  وطارق ليل زارنا بعد هجعة ... من الليل إلَّا ما تحدث سامر

  فقلت لعبد اللَّه ما طارق أتى؟ ... فقال امرؤ سبقت إليه المقادر

  قريناه صفو الزاد حين رأيته ... وقد جاء خفّاق الحشا وهو سادر

  جميل المحيا والرضا فإذا أبي ... حمته من الضيم الرماح الشّواجر

  ولست تراه واضعا لسلاحه ... مدى الدهر موتورا ولا هو واتر


(١) ف: «مل».