أخبار من له شعر فيه صنعة من ولد أبي محمد اليزيدي وولد ولده، فمنهم محمد بن أبي محمد
  قال: فقال المأمون: لولا أنه أبو إسحاق لانتزعتها منه، ولكن هذا ألف دينار فخذه عوضا، ولقيني المعتصم في الدار فقال لي: يا محمد، قد علمت ما آل إليه أمر فلانة، فلا تذكرنّها. فقلت: / السمع والطاعة لأمرك.
  ينظم شعرا اقترحه المأمون عليه:
  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال: حدثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن دينار مولى بني هاشم قال:
  حدّثني جعفر بن محمد اليزيديّ عن أبيه محمد بن أبي محمد قال:
  / كنت عند المأمون فقال لي: يا محمد، قل شعرا في نحو هذين البيتين:
  صحيح يودّ السّقم كيما تعوده ... وإن لم تعده عاد عنها رسولها
  ليعلم هل ترتاع عند شكاته ... كما قد يروع المشفقات خليلها؟
  قال فقلت:
  صحيح ودّ لو أمسى عليلا ... لتكتب أو يرى منكم رسولا
  رآك تسومه الهجران حتى ... إذا ما اعتلّ كنت له وصولا
  فودّضنا الحياة بوصل يوم ... يكون على هواك له دليلا
  هما موتان موت هوى وهجر ... وموت الهجر شرّهما سبيلا
  قال: فأمر لي بعشرة آلاف درهم.
  أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعيّ قال: حدّثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي محمد اليزيديّ. عن أبيه قال: دخلت على المأمون وهو يشرب، وعنده عريب ومحمد بن الحارث بن بسخنّر يغنّيانه، فقال: أطعموا محمدا شيئا، فقلت: قد بدأت بذلك في دار أمير المؤمنين، فقال: أما ترى كيف عتق هذا الشراب حتى لم يبق إلَّا أقلَّه، ما أحسن ما قيل في قديم الشراب؟ فقلت: قول الحكميّ:
  عتقت حتى لو اتّصلت ... بلسان ناطق وفم
  لاحتبت في القوم ماثلة ... ثم قصّت قصّة الأمم
  فقال: هذا كان في نفسي، ثم قال: اسقوا محمدا رطلين، وأعطوه عشرين ألف درهم، ثم نكت في الأرض ورفع رأسه ثم قال: يا محمّد:
  إنّي وأنت رضيعا قهوة لطفت ... عنى العيان ودقّت عن مدى الفهم
  لم نرتضع غير كأس درّها ذهب ... والكأس حرمتها أولى من الرّحم
  / قال: والشّعر له قاله في ذلك الوقت.
  وممّا فيه غناء من شعر محمد بن أبي محمد، أنشدناه محمّد بن العباس عن عمّه عبيد اللَّه عن أخيه أحمد:
  صوت
  أنت امرؤ متجنّ ... ولست بالغضبان