كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار إبراهيم

صفحة 383 - الجزء 20

  لا تحسداني رواحا أو مباكرة ... طيب المسير على سيحان أحيانا

  بشطَّ سيحان إنسان كلفت به ... نفسي تقي ذلك الإنسان إنسانا

  ريّاه ريحاننا والكأس معملة⁣(⁣١) ... لا شيء أطيب من ريّاه ريحانا

  حثا شرابكما حتى أرى بكما ... سكرا فإني قد أمسيت سكرانا

  ريّا الحبيب وكأس من معتّقه ... يهيّجان لنفس الصّبّ أشجانا

  سقيا لسيحان من نهر ومن وطن ... وساكنيه من السكان من كانا

  هم الذين عقدنا الودّ بينهم ... وبيننا وهم في دير مرّانا⁣(⁣٢)

  يدعو ابن أخيه محمدا شعرا إلى مجلس شراب:

  أخبرني محمد بن العباس قال: حدّثني عمي عبيد اللَّه عن جماعة من أهلنا:

  أن إبراهيم بن أبي محمد اليزيديّ كان يعاشر أبا غسان، مولى منيرة؛ وكانت له جارية مغنية؛ يقال لها جاني؛ فدعاه يوما أبو غسان وجلسنا للشرب، فقال له: لو دعوت ابن أخيك - يعني محمد بن أبي محمد - لنأنس به فكتب إليه إبراهيم.

  /

  يا أكرم الناس طرّا ... وأكرم⁣(⁣٣) الفتيان

  بادر إلينا لكيما ... تسقى⁣(⁣٤) سلاف الدّنان

  على غناء غزال ... مهفهف فتّان

  اشرب على وجه جان ... شرابك الخسرواني⁣(⁣٥)

  فما لجان نظير ... وما لها من مدان

  إلَّا الَّذي هو فرد ... وماله من ثان

  أعني الهلال لستّ ... في شهره وثمان

  للناس بدر منير ... يرى بكل مكان

  وما لنا غير بدر ... لدى أبي غسان

  ذكراه في كل وقت ... موصولة بلساني

  / سبيته وسباني ... فحبّه قد براني

  من ثم لست تراني ... أصبو إلى إنسان


(١) هد: «معلمة».

(٢) كفر مشرف على كفر طاب قرب المعرة، ودير قرب دمشق على تلّ مشرف على مزارع ورياض حسنة.

(٣) هد، مي: «وأظرف».

(٤) وفي أ، م: نسقى.

(٥) الخسرواني: نوع من الشراب.