كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار إبراهيم

صفحة 386 - الجزء 20

  يودك خاقان ودّا عجيبا ... كذاك الأديب يحب⁣(⁣١) الأديبا

  وأنت تكافيه بل قد تزيد⁣(⁣٢) ... عليه وتجمع فيه ضروبا

  تثيب أخاك على الود منه ... وذو اللب يأنف ألا يثيبا

  ولا سيما إذ براه الإله ... كالبدر يدعو إليه القلوبا

  يرى المتمنّي له ردفه ... كثيبا وأعلاه يحكي القضيبا

  وقد فاق في العلم والفهم منه ... كما تم ملحا⁣(⁣٣) وحسنا وطيبا

  ويبلغ فيما يقولون ليس ... يعاف إذا ناولوه القضيبا

  ولكنه وافق الزاهدين ... فخاب وقد ظن أن لن يخيبا

  وإن ركب المرء فيه هوا ... هـ عاث فتطهيره أن يثوبا

  إذا زارت الشاة ذئبا طبيبا ... فلا تأمننّ على الشاة ذيبا

  وعند الطبيب شفاء السقيم ... إذا اعتلّ يوما وجاء الطبيبا

  ولست ترى فارسا في الأنا ... م إلَّا وثوبا بجيد الركوبا

  شعره وقد زامل المأمون في سفر يحيى بن أكثم ومخنثا:

  أخبرني محمد بن العباس اليزيديّ قال: حدّثني عمي عبيد اللَّه قال: وحدّثني أخي أحمد قال:

  زامل المأمون في بعض أسفاره بين يحيى بن أكثم وعبّادة المخنّث، فقال عمي إبراهيم في ذلك:

  وحاكم زامل عبّاده ... ولم يزل تلك له عاده

  لو جاز لي حكم لما جاز أن ... يحكم في قيمة لبّاده⁣(⁣٤)

  كم من غلام عزّ في أهله ... وافت قفاه منه سجاده

  يرمي يحيى بن أكثم باللواط:

  وقال في يحيى أيضا:

  /

  وكنا نرجّي أن نرى العدل ظاهرا ... فأعقبنا بعد الرجاء قنوط

  متى تصلح الدنيا ويصلح أهلها ... وقاضي قضاة المسلمين يلوط!

  يتمثل المأمون ببيت من هجائه ليحيى بن أكثم:

  وأخبرني عمي حدثنا أبو العيناء قال:


(١) ف: «يود».

(٢) ف: «بل لا يزيد».

(٣) ملحا: ملاحة وحسنا.

(٤) لبادة كرمانة: ما يلبس من اللبود للمطر.