كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

وممن غني في شعرة من ولد أبي محمد اليزيدي أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي محمد

صفحة 388 - الجزء 20

  علوم جدهم وعمومتهم عنه، وقد أدرك أبا محمد، وأظن أنه قد روى عنه أيضا، إلَّا أني لم أذكر شيئا من ذلك وقت ذكرى إياه فأحكيه عنه.

  يبيت عند ابن المأمون فيكتب إليه عمه شعرا:

  أخبرني الحسن بن علي قال: حدثنا الفضل بن محمد اليزيديّ قال: حدّثني أخي أبو جعفر قال:

  كنت عند جعفر بن المأمون مقيما، فلما أردت الانصراف منعني، فبتّ عنده، وزارته لما أصبحنا عريب في جواريها؛ وبتّ فاحتبسها من غد؛ فاستطبت المقام أيضا فأقمت، فكتب إليّ عمي إبراهيم بن محمد اليزيديّ:

  شردت يا هذا شرود البعير ... وطالت الغيبة عند الأمير

  أقمت يومين وليليهما ... وثالثا تحبى ببرّ كثير

  / يوم عريب مع إحسانها ... إن طالت الأيام يوم قصير

  لها أغان غير مملولة ... منها ولا تخلق عند الكرور

  غير ملوم يا أبا جعفر ... أن تؤثر اللهو ويوم السرور

  فاجعل لنا منك نصيبا فما ... إن كنت عن مجلسنا بالنّفور

  وصر إلينا غير ما صاغر ... أصارك الرحمن خير المصير

  إن لم يكن عندي غناء ولا ... عود فعندي القمر⁣(⁣١) بالنردشير⁣(⁣٢)

  والذّكر بالعلم الَّذي قد مضى ... بأهله حادث صرف الدهور

  وهو جديد عندنا نهجه ... أعلامه تحويه منا الصدور

  فالحمد للَّه على كل ما ... أولى وأبلى ولربّي الشّكور

  يقترح عليه المعتصم شعرا في غلام وسيم:

  حدثنا محمد بن العباس اليزيديّ قال: حدّثني عمي الفضل قال: سمعت أخي أبا جعفر أحمد بن محمد يقول:

  دخلت إلى المعتصم يوما وبين يديه خادم وضيء جميل وسيم، فطلعت عليه الشمس، فما رأيت أحسن منها على وجهه، فقال لي: يا أحمد، قل في هذا الخادم شيئا، وصف طلوع الشمس عليه وحسنها، فقلت:

  قد طلعت شمس على شمس ... وطاب لي الهوى مع الأنس

  وكنت أقلي الشمس فيما مضى ... فصرت أشتاق إلى الشمس

  من شعره في الرد على اعتذار:

  حدّثني اليزيديّ قال: حدّثني عمي الفضل قال:


(١) قمره: كنصره، غلبه في القمار.

(٢) هو النرد: ويقال له، النردشير باسم واضعه أردشير بن بابك.