كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سلمة بن عياش

صفحة 415 - الجزء 20

  يرثي صديقه أبا سفيان:

  لعمرك لا⁣(⁣١) تعفو كلوم مصيبة ... على صاحب إلَّا فجعت بصاحب

  تقطع أحشائي إذا ما ذكرتكم⁣(⁣٢) ... وتنهلّ عيني بالدموع السواكب

  وكنت امرأ جلدا على ما ينوبني ... ومعترفا بالصبر عند المصائب⁣(⁣٣)

  فهدّ أبو سفيان ركني ولم أكن ... جزوعا ولا مستنكرا للنوائب⁣(⁣٤)

  غنينا معا بضعا وستين حجّة ... خليلي صفاء ودّنا غير كاذب

  فأصبحت لمّا حالت الأرض دونه ... على قربه منّي كمن لم أصاحب

  وذكر محمد بن داود عن عسل بن ذكوان أن محمد بن سليمان قال له: اختر ما شئت غيرها، لأن أبا أيوب قد وطئها.

  يهزأ بأبي حية النميري فيخرسه:

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال: حدّثني محمد بن يزيد النحويّ، قال: حدّثت من غير وجه عن سلمة بن عياش أنه قال: قلت لأبي حيّة النميري أهزأ به: ويحك يا أبا حية! أتدري ما يقول الناس؟ قال: لا، قلت:

  يزعمون أني أشعر منك، قال: إنا للَّه! هلك واللَّه الناس.

  من شعره في بربر:

  وفي بربر هذه يقول سلمة بن عياش، وفيه غناء، وذكر عمر بن شبة أنه لمطيع ابن إياس:

  صوت

  أظنّ الحبّ من وجدى ... سيقتلني على بربر

  وبربر درّة ألغوا ... ص من يملكها يحبر

  فخافي اللَّه يا بربر ... فقد أفتنت⁣(⁣٥) ذا العسكر

  بحسن الدّلّ والشكل ... وريح المسك والعنبر

  ووجه يثبه البدر ... وعيني جؤذر⁣(⁣٦) أحور

  فيه لحكم ثلاثة ألحان: رمل مطلق في مجرى الوسطى عن إسحاق، وخفيف رمل عن هارون بن الزيات، وهزج عن أبي أيوب المدني.


(١) في «المختار»: «ما تعفو».

(٢) في «المختار»: «ذكرتهم».

(٣) في «المختار»: «النوائب».

(٤) في «المختار»: «المصائب».

(٥) أفتنت: ولهت.

(٦) الجؤذر: ولد البقرة الوحشية.