كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - خبر أبي قطيفة ونسبه

صفحة 51 - الجزء 1

  عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. والبيضاء وعبد اللَّه أبو رسول اللَّه ÷ توءمان. وكان عقبة بن أبي معيط تزوّج أروى بعد وفاة عفّان، فولدت له الوليد وخالدا وعمارة وأمّ كلثوم، كلّ هؤلاء إخوة عثمان لأمّه. ووليّ عثمان الوليد بن عقبة في خلافته الكوفة، فشرب الخمر وصلَّى بالناس وهو سكران فزاد في الصلاة، وشهد عليه بذلك عند عثمان فجلده الحدّ. وسيأتي خبره بعد هذا في موضعه.

  وأبو قطيفة عمرو بن الوليد يكنى أبا الوليد. وأبو قطيفة لقب لقّب به. وأمّه بنت الرّبيع بن ذي الخمار من بني أسد بن خزيمة.

  نفى ابن الزبير أبا قطيفة فيمن نقله عن المدينة في وقعة الحرّة

  وقال أبو قطيفة هذا الشعر حين نفاه ابن الزّبير مع بني أميّة عن المدينة، مع نظائر⁣(⁣١) له تشوّقا إليها. حدّثني بالسبب في ذلك أحمد بن محمد بن شبيب بن أبي شيبة البزّار⁣(⁣٢)، قال حدّثنا أحمد بن الحارث الخرّاز⁣(⁣٣) عن المدائنيّ، وأخبرني ببعضه أحمد بن محمد بن الجعد قال حدّثنا أحمد بن زهير بن حرب قال حدّثني أبي قال حدّثني وهب بن جرير عن أبيه في كتابه المسمّى «كتاب الأزارقة»، ونسخت بعضه من كتاب منسوب إلى الهيثم بن عديّ. واللفظ للمدائنيّ في الخبر ما اتّسق، فإذا انقطع أو اختلف نسبت الخلاف إلى راويه. قال الهيثم بن عديّ أخبرنا ابن عيّاش عن مجالد عن الشّعبيّ وعن ابن أبي الجهم⁣(⁣٤) ومحمد بن المنتشر:

  خروج ابن الزبير على بني أمية ووفد يزيد بن معاوية له

  أنّ الحسين بن عليّ بن أبي طالب - عليه وعلى أبيه السّلام - / لمّا سار إلى العراق، شمّر ابن الزبير للأمر الذي أراده ولبس المعافريّ⁣(⁣٥) وشبر بطنه وقال: إنما بطني شبر، وما عسى أن يسع الشبر⁣(⁣٦)! وجعل يظهر عيب بني أميّة ويدعو إلى خلافهم. فأمهله يزيد سنة، ثم بعث إليه عشرة من أهل الشام عليهم النّعمان بن بشير. وكان أهل الشام يسمّون أولئك العشرة النّفر الرّكب، منهم عبد اللَّه بن عضاه الأشعريّ، وروح بن زنباع الجذاميّ، وسعد بن حمزة الهمدانيّ، ومالك بن هبيرة السّكوني⁣(⁣٧)، وأبو كبشة السّكسكي، وزمل بن عمرو العذريّ، وعبد اللَّه بن مسعود، وقيل: ابن مسعدة الفزايّ، وأخوه عبد الرحمن، وشريك بن عبد اللَّه الكنانيّ، وعبد اللَّه بن عامر الهمدانيّ، وجعل عليهم، النعمان بن بشير، فأقبلوا حتى قدموا مكة على عبد اللَّه ابن الزّبير، وكان النعمان / يخلو به في الحجر كثيرا. فقال له عبد اللَّه بن عضاة يوما: يا بن الزّبير، إنّ هذا الأنصاريّ واللَّه ما أمر بشيء إلا وقد أمرنا بمثله إلا أنه قد أمّر علينا، إني واللَّه ما أدري ما بين المهاجرين والأنصار. فقال ابن الزّبير: يا بن عضاه، مالي ولك! إنما أنا


(١) النظائر: الأشياء جمع نظيرة بالتاء؛ لأن فعائل يطرد في فعالة وشبهه بتاء أو بغير تاء، والمراد أنه قال هذا الشعر مع قصائد نظائر له.

وأما جمع النظير مذكرا بمعنى المناظر وهو المقابل والمماثل فنظراء.

(٢) في ب، ح: «البزاز» بزايين معجمتين.

(٣) في ب، ر: «الخزاز» بزايين معجمتين.

(٤) في أ، م، ء: «أبي الجهم» بسقوط لفظة «ابن».

(٥) نسبة إلى معافر: اسم قبيلة من اليمن تنسب إليها هذه الثياب.

(٦) يريد أنه إنما يخرج على بني أمية لمصلحة الأمة لا لمطامع مادية.

(٧) في جميع الأصول: «السلولي». والتصويب من «تهذيب التهذيب» و «الخلاصة في أسماء الرجال»، والطبري، و «الكامل» لابن الأثير. والسكوني: نسبة إلى سكون وهي قبيلة من كندة.