كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حجية بن المضرب

صفحة 429 - الجزء 20

  يمدح الزبير بن العوام ويرحل كئيبا يائسا:

  وانتشر خبر حجية وفشا بالمدينة وعلم فيم كان مقدمه، فبلغ ذلك عمر، فقال للزبير: قد بلغني قصة ضيفك، ولقد هممت به لولا / تحرّمه⁣(⁣١) بالنزول عليك، فرجع الزبير إلى حجيّة فأعلمه قول عمر، قال حجية في ذلك.

  إن الزبير بن عوّام تداركني ... منه بسيب كريم سيبه عصم⁣(⁣٢)

  نفسي فداؤك مأخوذا بحجزتها⁣(⁣٣) ... إذ شاط⁣(⁣٤) لحمي وإذ زلَّت بي القدم

  إذ لا يقوم بها إلَّا فتى أنف ... عاري الأشاجع⁣(⁣٥) في عرنينه⁣(⁣٦) شمم

  ثم انصرف من عنده متوجها إلى بلده، آيسا من زينب كئيبا حزينا، فقال في ذلك:

  تصابيت أم هاجت لك الشوق زينب

  الأبيات المذكورة فيها الغناء.

  صوت

  خليلي هبّا نصطبح بسواد ... ونرو قلوبا هامهنّ صواد

  وقولا لساقينا زياد يرقّها ... فقد هزّ بعض القوم سقي زياد

  الشعر والغناء لإسحاق، ولحنه من الثقيل الأول بالبنصر.


(١) تحرمه: احتماؤه.

(٢) عصم: جمع عصمة، وهي المنع والصيانة. وفي ش، ب و «التجريد»: «عمم»، وهو الكثير المجتمع.

(٣) الحجزة: معقد الإزار، وموضع التكة من السراويل.

(٤) شاط لحمي: استبيح قتلى، من شاط دمه: إذا بطل وأهدر.

(٥) الأشاجع: أصول الأصابع الَّتي تتصل بعصب ظاهر الكف. أو هي عروق ظاهر الكف.

(٦) العرنين: الأنف كله، أو ما صلب من عظمه.