خبر لحبابة مع ابن عائشة
  عن علم ما فعل الخليط لعله ... بجواب رجع حديثهم أن ينطقا
  فيبين من أخبارهم لمتيمّ ... أمسى وأصبح بالرسول معلَّقا
  كلفا بها أبدا تسحّ دموعه ... وسط الديار مسائلا مستنطقا
  ذرفت له عين يرى إنسانها ... في لجّة من مائها مغرورقا
  تقري محاجرها الدموع كأنّها ... درّ وهي من سلكه مستوسقا(١)
  الغناء لابن عائشة، ولحنه من الثقيل الأول بالوسطى، وفيه لشاربة خفيف رمل مطلق في مجرى الوسطى، ويقال:
  إن فيه لابن جندب وحنين لحنين، قال: فقال له يزيد: أهلا وسهلا بك يا بن عائشة، فأنت واللَّه الحسن الوجه، الحسن الغناء. وأحسن إليه ووصله.
  ثم لم يره يزيد بعد هذا المجلس، وبعثت إليه حبابة ببرّ وألطاف واتّبعتها سلامة في ذلك.
  صوت(٢)
  لما سمعت الديك صاح بسحرة ... وتوسط النسران بطن العقرب
  وبدا سهيل في السماء كأنه ... نور وعارضه هجان الرّبرب
  نبّهت ندماني وقلت له اصطبح ... يا بن الكرام من الشراب الطيب
  صفراء تبرق في الزجاج كأنها ... حدق الجرادة أو لعاب الجندب
  الشعر لأبي الهنديّ، والغناء لإبراهيم الموصليّ، ثاني ثقيل بالبنصر عن عمرو.
(١) مستوسقا: مجتمعا.
(٢) الصوت من مج، مل.