كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سعيد بن وهب

صفحة 440 - الجزء 20

  شعره وقد توعده غلام كان يعشقه:

  أخبرني عمي، قال: حدّثني عليّ بن الحسين بن عبد الأعلى، قال: حدّثني أبو عثمان الليثي، قال:

  كان سعيد بن وهب يتعشق غلاما يتشطر⁣(⁣١)، يقال له: سعيد، فبلغه أنه توعده أن يجرحه، فقال فيه:

  من عذيري من سميّي⁣(⁣٢) ... من عذيري من سعيد؟

  أنا باللحم أجاه ... ويجائي بالحديد⁣(⁣٣)

  شعره حين رأى كتابا في أحوال جميلة:

  حدّثني جحظة، قال: حدّثني ميمون بن هارون، قال:

  نظر سعيد بن وهب إلى قوم من كتّاب السلطان في أحوال جميلة، فأنشأ يقول:

  من كان في الدنيا له شارة ... فنحن من نظَّارة الدّنيا

  نرمقها من كثب حسرة ... كأنّنا لفظ بلا معنى

  يعلوا بها الناس وأيامنا ... تذهب في الأرذل وتالأدنى

  شعره في غلام وسيم حين رآه:

  أخبرني عمي، قال: حدّثني عبد اللَّه بن أبي سعد، قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه / بن يعقوب بن داود، قال:

  حدّثني عبد اللَّه بن أبي العلاء المغني، قال:

  نظر إليّ سعيد بن وهب، وأنا على باب ميمون بن إسماعيل، حين اخضرّ شاربي، ومعه إسحاق بن إبراهيم الموصليّ، فسلَّمت على إسحاق فأقبل عليه سعيد، وقال: من هذا الغلام؟ فتبسّم، وقال: هذا ابن صديق لي، فأقبل عليّ وقال:

  لا تخرجنّ مع الغزيّ لمغنم⁣(⁣٤) ... إن الغزيّ يراك أفضل مغنم

  في مثل وجهك يستحلّ ذوو التقى ... والدين والعلماء كل محرّم

  ما أنت إلَّا غادة ممكورة ... لولا شواربك المطلَّة⁣(⁣٥) بالفم

  يستميل غلاما بالشعر:

  أخبرني محمد بن خلف المرزبان، قال: حدّثني أحمد بن أبي طاهر، عن أبي دعامة، قال: مرّ سعيد بن وهب والكسائيّ، فلقيا غلاما جميل الوجه، فاستحسنه الكسائيّ وأراد أن يستميله⁣(⁣٦)، فأخذ يذاكره بالنحو ويتكلم به، فلم


(١) يتشطر: يتعاطى أعمال الشطار، جمع شاطر، وهو الَّذي أعيا أهله خبثا.

(٢) ف «سمي»، وهو تحريف.

(٣) أجاه أجؤه: أضربه بالسكين.

(٤) الغزي: الغزاة.

(٥) هد: «المطيفة بالفم» والممكورة: ذات الساق الغليظة.

(٦) في «المختار»: يستميله بالنحو.