كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أسماء بن خارجة وابنته هند

صفحة 463 - الجزء 20

  قال الزبير وقال عمي: هذه الأبيات لمجنون بني عامر.

  قال أحمد بن الحارث الخزار عن المدائنيّ عن أبي محمد الشيباني قال: قال عبد الملك بن مروان لعمر بن أبي ربيعة: أنت القائل:

  أأترك ليلى ليس بيني وبينها ... سوى ليلة إني إذا لصبور!

  قال: نعم. قال فبئس المحبّ أنت: تركتها وبينها وبينك غدوة. قال: يا أمير المؤمنين، إنها من غدوات سليمان، غدوّها شهر، ورواحها شهر.

  أخبرني اليزيديّ عن أحمد بن يحيى وابن زهير قال حدّثني عمر بن القاسم بن المعتمر الزهريّ قال: قلت لأبي السائب المخزوميّ: أما أحسن الَّذي يقول:

  أأترك ليلى ليس بيني وبينها ... سوى ليلة إني إذا لصبور!

  هبوني أمرأ منكم أضل بعيره ... له ذمة إن الزمام كبير

  وللصاحب المتروك أعظم حرمة ... على صاحب من أن يضلّ بعير؟

  فقال: بأبي أنت، كنت واللَّه أجنّبك⁣(⁣١) وتثقل عليّ، فأنا الآن أحبك⁣(⁣٢) وتخفّ عليّ، حيث تعرف هذا.

  صوت

  من الخفرات لم تفضح أخاها ... ولم ترفع لوالدها شنارا

  كأنّ مجامع الأرداف منها ... نقا درجت⁣(⁣٣) عليه الريح هارا

  يعاف وصال ذات البذل قلبي ... ويتّبع الممنّعة النّوارا⁣(⁣٤)

  الخفرة: الحييه، والخفر: الحياء. والشنّار: العار. والنقا: الكثيب من الرمل. درجت عليه الريح: مرت.

  هار: تهافت وتداعى. قال اللَّه تبارك وتعالى: {عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ}⁣(⁣٥) ويعاف: يكره. والنوار: الصعبة الممتنعة الشديدة الإباء⁣(⁣٤).

  عروضه من الوافر. الشعر للسّليك بن السّلكة، والغناء لابن سريج، رمل بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه لابن الهربذ لحن من رواية بذل، ولم يذكر طريقته وفيه لابن طنبورة لحن ذكره إبراهيم في كتابه ولم يجنّسه.


(١) س، ب: «أحبك».

(٢) زيادة في ف.

(٣) كذا في ف. ب، س: «نقادر»، تحريف.

(٤ - ٤) زيادة في ب.

(٥) سورة التوبة: ١٠٩.