أخبار السليك بن السلكة ونسبه
٢٧ - أخبار السليك بن السلكة ونسبه
  نسبه:
  هو السّليك بن عمرو، وقيل: بن عمير بن يثربيّ. أحد بني مقاعس، وهو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. والسّلكة: أمّة، وهي أمة سوداء.
  من صعاليك العرب العدائين:
  وهو أحد صعاليك العرب العدّائين الذين كانوا لا يلحقون، ولا تعلق بهم الخيل إذا عدوا. وهم: السّليك بن السّلكة، والشّنفري، وتأبط شرا، وعمرو بن برّاق، ونفيل بن براقة. وأخبارهم تذكر على تواليها ها هنا إن شاء اللَّه تعالى في أشعار لهم يغنّى فيها؛ لتتصل أحاديثهم.
  فأمّا السّليك(١) فأخبرني بخبره الأخفش عن السكري عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي، قال: وفرئ لي خبره وشعره على محمد بن الحسن الأحول عن الأثرم عن أبي عبيدة. أخبرني ببعضه اليزيديّ عن عمه عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي عن المفضّل، وقد جمعت رواياتهم، فإذا اختلفت نسبت كل مرويّ إلى راويه.
  يستودع بيض النعام ماء في الشتاء ليشربه في الصيف:
  قال أبو عبيدة: حدّثني المنتجع بن نبهان قال:
  كان السّليك بن عمير السعديّ إذا كان الشتاء استودع ببيض النعام ماء السماء ثم دفنه، فإذا كان الصيف / وانقطعت إغارة الخيل وأغار. وكان أدلّ من قطاة - يجيء حتى يقف على البيضة. وكان لا يغير على مضر، وإنما بغير على اليمن، فإذا لم يمكنه ذلك أغار على ربيعة.
  صفاته:
  وقال المفضل في روايته:
  وكان السليك من أشد رجال العرب وأنكرهم وأشعرهم. وكانت العرب تدعوه / سليك المقانب(٢) وكان أدلّ الناس بالأرض، وأعلمهم بمسالكها، وأشدّهم عدوا على رجليه لا تعلق به الخيل. وكان يقول: اللهم إنك تهيئ ما شئت لما شئت إذا شئت. اللهم إني لو كنت ضعيفا كنت عبدا، ولو كنت امرأة كنت أمة. اللهم إني أعوذ بك من الخيبة، فأما الهيبة فلا هيبة.
  من إنهاء غاراته:
  فذكروا أنه أملق حتى لم يبق له شيء فخرج على رجليه رجاء أن يصيب غرّة من بعض من يمرّ به فيذهب
(١) ب، س: «أخبرني».
(٢) المقانب، جمع مقنب وهو من الخيل من الثلاثين إلى الأربعين.