كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي نخيلة ونسبه

صفحة 485 - الجزء 20

  أنت إذا انتجعت خير مغنم ... مشترك النائل جمّ الأنعم

  ولتميم منك خير⁣(⁣١) مقسم ... إذا التقوا شتى⁣(⁣٢) معا كالهيّم

  قد علم الشأم وكلّ موسم ... أنك تحلو لي كحلو⁣(⁣٣) المعجم ... طورا وطورا أنت مثل العلقم

  قال: فأمر له المهاجر بناقة، فتركها ومضى مغضبا، وقال يهجوه:

  إن الكلابيّ اللئيم الأثر ما ... أعطى على المدحة نابا عرزما⁣(⁣٤)

  ما جبر العظم ولكن تمّما

  / فبلغ ذلك المهاجر، فبعث فترضّاه، وقام في أمره بما يحب، ووصله، فقال له أبو نخيلة: هذه صلة المديح، فأين صلة الشّبه؟ فإن التشابه في الناس نسب، فوصله حتى أرضاه، فلم يزل يمدحه بعد ذلك حتى مات، ورثاه بعد وفاته فقال:

  خليليّ مالي باليمامة مقعد ... ولا قرّة للعين بعد المهاجر

  مضى ما مضى من صالح العيش فاربعا ... على ابن سبيل مزمع البين عابر

  فإن تك في ملحودة يا بن وائل ... فقد كنت زين الوفد زين المنابر

  وقد كنت لولا سلَّك السيف لم ينم ... مقيم ولم تأمن سبيل المسافر

  لعزّ⁣(⁣٥) على الحيّين قيس وخندف ... تبكَّي⁣(⁣٦) عليّ والوليد⁣(⁣٧) وجابر

  هوى قمر من بينهم فكأنما ... هوى البدر من بين النجوم الزواهر

  يهجو أخته لأنها خاصمته في مال لها:

  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال: حدثنا دماذ عن أبي عبيدة قال:

  تزوّجت أخت أبي نخيلة برجل يقال له ميار⁣(⁣٨)، وكان أبو نخيلة يقوم بمالها مع ماله، ويرعى سوامها مع سوامه، ويستبدّ عليها بأكثر منافعها، فخاصمته يوما من وراء خدرها في ذلك، فأنشأ يقول:

  أظلّ أرعى وترا هزينا⁣(⁣٩) ... ململما⁣(⁣١٠) ترى له غضونا


(١) كذا في أ، ف. وفي سائر الأصول: «غير».

(٢) كذا في ف. وفي سائر الأصول: «ستا» تحريف.

(٣) في ب، س: «لحلو».

(٤) ناب عرزم: هزلها الكبر، وأصل العرزم: الحية القديمة.

(٥) في أ، ف. م: «يعز».

(٦) ب، س: «بمبكى»، تحريف.

(٧) في ف: «والحسين».

(٨) في ف: «سيار».

(٩) كذا في ب، س. وفي أ، ف، م: «هرينا»، ولم أعثر لها في الروايتين ولا فيما يقاربها من الكلمات على معنى مناسب.

(١٠) ململما: مجتمعا مدورا مضمونا.