كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي نخيلة ونسبه

صفحة 486 - الجزء 20

  /

  ذا أبن⁣(⁣١) مقوما⁣(⁣٢) عثنونا ... يطعن طعنا يقضب⁣(⁣٣) الوتينا⁣(⁣٤)

  ويهتك الأعفاج⁣(⁣٥) والرّبينا⁣(⁣٦) ... يذهب ميّار وتقعدينا

  / وتفسدين أو تبذّرينا ... وتمنحين استك آخرينا ... أير الحمار في است هذا دينا

  يطلق امرأته لأنها ولدت بنتا، ثم يراجعها ويرق للبنت:

  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال: حدثنا دماذ عن أبي عبيدة قال:

  تزوّج أبو نخيلة امرأة من عشيرته، فولدت له بنتا، فغمه ذلك، فطلقها تطليقة ثم ندم، وعاتبه قومه⁣(⁣٧) فراجعها. فبينما هو في بيته يوما إذ سمع صوت ابنته وأمّها تلاعبها، فحرّكه ذلك ورق لها، فقام إليها فأخذها، وجعل ينزيها ويقول:

  يا بنت من لم يك يهوى بنتا ... ما كنت إلا خمسة أو ستا

  حتى حللت⁣(⁣٨) في الحشي وحتى ... فتتّ⁣(⁣٩) قلبي من جوى فانفتّا

  لأنت خير من غلام أنتا⁣(⁣١٠) ... يصبح مخمورا ويمسي سبتا⁣(⁣١١)

  يسأل المهدي زائرا أي النساء أحب إليه فيفضل الَّتي وصفها أبو نخيلة:

  أخبرني جعفر بن قدامة قال: حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال: حدثنا أبو هفان قال:

  حدّثني أصحابنا الأهتميون قالوا:

  دخل عقال بن شبة المجاشعيّ على المهديّ فقال له: أيا أبا الشّيظم، ما بقي من حبك بنات آدم؟ وما يعجبك منهن⁣(⁣١٢)؟ الَّتي عصبت⁣(⁣١٣) عصب الجانّ⁣(⁣١٤)، وجدلت جدل العنان، واهتزت اهتزاز البان، أم الَّتي بدنت فعظمت وكملت⁣(⁣١٥) فتمت؟ فقال: يا أمير المؤمنين أحبّهما إليّ الَّتي وصفها أبو نخيلة، فإنه كانت له جارية صغيرة وهبها له


(١) الأبن: العقد في العود، جمع ابنة كغرقة.

(٢) في ف: «مفدما»، من فدم الإبريق: جعل عليه مصفاة.

(٣) في ف: «يقصف».

(٤) الوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه.

(٥) الأعفاج: جمع عفج بالتحريك، وهو ما ينتقل الطعام إليه بعد المعدة.

(٦) الربين: جمع ربة، وهي الجوف.

(٧) وعاتبه قومه: زيادة في أ، ف، م.

(٨) في ب، س: «هلكت»، تحريف.

(٩) كذا في م. وفي سائر الأصول:

«فتت في القلب جوى»

(١٠) لعله مخفف أنتأ بمعنى منتفخ كبرا وتعاليا.

(١١) السبت: الكثير النوم، والغلام العارم الجريء.

(١٢) كذا في ف. وفي سائر الأصول: «ما بقي من حبك؟ قال: بنات آدم. قال: وما يعجبك» إلخ.

(١٣) المراد: اكتنزت، وأصل العصب: الشد وضم المتفرق.

(١٤) الجان: ضرب من الحيات لا يؤذي.

(١٥) في ف: و «عبلت».