أخبار أبي نخيلة ونسبه
  /
  ذا أبن(١) مقوما(٢) عثنونا ... يطعن طعنا يقضب(٣) الوتينا(٤)
  ويهتك الأعفاج(٥) والرّبينا(٦) ... يذهب ميّار وتقعدينا
  / وتفسدين أو تبذّرينا ... وتمنحين استك آخرينا ... أير الحمار في است هذا دينا
  يطلق امرأته لأنها ولدت بنتا، ثم يراجعها ويرق للبنت:
  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال: حدثنا دماذ عن أبي عبيدة قال:
  تزوّج أبو نخيلة امرأة من عشيرته، فولدت له بنتا، فغمه ذلك، فطلقها تطليقة ثم ندم، وعاتبه قومه(٧) فراجعها. فبينما هو في بيته يوما إذ سمع صوت ابنته وأمّها تلاعبها، فحرّكه ذلك ورق لها، فقام إليها فأخذها، وجعل ينزيها ويقول:
  يا بنت من لم يك يهوى بنتا ... ما كنت إلا خمسة أو ستا
  حتى حللت(٨) في الحشي وحتى ... فتتّ(٩) قلبي من جوى فانفتّا
  لأنت خير من غلام أنتا(١٠) ... يصبح مخمورا ويمسي سبتا(١١)
  يسأل المهدي زائرا أي النساء أحب إليه فيفضل الَّتي وصفها أبو نخيلة:
  أخبرني جعفر بن قدامة قال: حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال: حدثنا أبو هفان قال:
  حدّثني أصحابنا الأهتميون قالوا:
  دخل عقال بن شبة المجاشعيّ على المهديّ فقال له: أيا أبا الشّيظم، ما بقي من حبك بنات آدم؟ وما يعجبك منهن(١٢)؟ الَّتي عصبت(١٣) عصب الجانّ(١٤)، وجدلت جدل العنان، واهتزت اهتزاز البان، أم الَّتي بدنت فعظمت وكملت(١٥) فتمت؟ فقال: يا أمير المؤمنين أحبّهما إليّ الَّتي وصفها أبو نخيلة، فإنه كانت له جارية صغيرة وهبها له
(١) الأبن: العقد في العود، جمع ابنة كغرقة.
(٢) في ف: «مفدما»، من فدم الإبريق: جعل عليه مصفاة.
(٣) في ف: «يقصف».
(٤) الوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه.
(٥) الأعفاج: جمع عفج بالتحريك، وهو ما ينتقل الطعام إليه بعد المعدة.
(٦) الربين: جمع ربة، وهي الجوف.
(٧) وعاتبه قومه: زيادة في أ، ف، م.
(٨) في ب، س: «هلكت»، تحريف.
(٩) كذا في م. وفي سائر الأصول:
«فتت في القلب جوى»
(١٠) لعله مخفف أنتأ بمعنى منتفخ كبرا وتعاليا.
(١١) السبت: الكثير النوم، والغلام العارم الجريء.
(١٢) كذا في ف. وفي سائر الأصول: «ما بقي من حبك؟ قال: بنات آدم. قال: وما يعجبك» إلخ.
(١٣) المراد: اكتنزت، وأصل العصب: الشد وضم المتفرق.
(١٤) الجان: ضرب من الحيات لا يؤذي.
(١٥) في ف: و «عبلت».