كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي نخيلة ونسبه

صفحة 487 - الجزء 20

  عمّك أبو العباس السفاح، فكان إذا غشيها صغرت عنه، وقلت تحته، فقال:

  إني وجدت الكذنا ذنوكا⁣(⁣١) ... غير منيك فابغني منيّكا

  شيئا إذا حرّكته تحركا

  قال، فوهب له المهديّ جارية كاملة فائقة متأدبلة ربعة⁣(⁣٢)، فلما أصبح عقال غدا على المهديّ متشكرا، فخرج المهديّ وفي يده مشط يسرّح به لحيته وهو يضحك، فدعا له عقال وقال له: يا أمير المؤمنين ممّ تضحك؟ أدام اللَّه سرورك. قال: يا أبا الشيظم، إني اغتسلت آنفا من شيء إذا حركته تحرك، وذكرت قولك الآن لما رأيتك، فضحكت.

  يرثي ممدوحا له كان يكثر بره:

  أخبرني محمد بن جعفر النحويّ صهر المبرّد قال: حدّثني أحمد بن القاسم / العجلي البرتيّ قال: حدّثني أبو هفان قال: حدّثتني رقية بنت حمل عن أبيها قال:

  كان أبو نخيلة مدّاحا للجنيد بن عبد الرحمن المريّ، وكان الجنيد له محبّا، يكثر رفده ويقرّب مجلسه، ويحسن⁣(⁣٣)، إليه فلما مات الجنيد قال أبو نخيلة يرثيه:

  لعمري لئن ركب الجنيد تحملوا⁣(⁣٤) ... إلى الشأم من مرّ وراحت⁣(⁣٥) ركائبه⁣(⁣٦)

  لقد غادر الركب الشآمون خلفهم ... فتى غطفانيا يعلل جانبه⁣(⁣٧)

  فتى كان يسرى للعدو كأنما ... سروب⁣(⁣٨) القطا في كلّ يوم كتائبه

  وكان كأن البدر تحت لوائه ... إذا راح في جيش وراحت عصائبه

  تلومه امرأة له على شدة حبه لابنه فيمدحها فتسكت عنه:

  أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدّثني أحمد بن القاسم قال: حدّثني أبو هفان عن عبد اللَّه بن داود عن عليّ بن أبي نخيلة⁣(⁣٩)، قال:

  كان أبي شديد الرقة عليّ معجبا بي، فكان إذا أكل⁣(⁣١٠) / خصني بأطيب الطعام، وإذا نام أضجعني إلى جنبه، فغاظ ذلك امرأته أمّ حماد الحنفية، فجعلت تعذله وتؤنبه، وتقول: قد أقمت في منزلك، وعكفت على هذا الصبيّ، وتركت الطلب لولدك وعيالك. فقال أبي في ذلك:


(١) راجع الصفحة ٤٠١ من هذا الجزء: الحاشية الأولى.

(٢) في ف: «بارعة». وفي ب، س: «بديعة».

(٣) كذا في ف. وفي سائر الأصول: «بحن»، تحريف.

(٤) في ب، س: «تحملت».

(٥) في ف: «وسارت».

(٦) في غير ب، س. «كتائبه».

(٧) كذا في أ، م. وفي باقي الأصول: «تعلل جادبه».

(٨) في ب، س: «عجاج».

(٩) في ب، س: «عن علي عن أبي نخيلة».

(١٠) كذا في غير أ، م. وفيهما: «إذا أكل شيئا».