أخبار أبي نخيلة ونسبه
  /
  ولولا شهوتي شفتي عليّ ... ربعت على الصحابة والركاب(١)
  ولكنّ الوسائل من عليّ(٢) ... خلصن إلى الفؤاد من الحجاب
  قال، فازدادت غضبا، فقال لها:
  وليس كأمّ حمّاد خليل ... إذا ما الأمر جلّ عن الخطاب
  منعمة أرى فتقرّ عيني ... وتكفيني خلائقها(٣) عتابي
  فرضيت وأمسكت عنا.
  يمدح ببيت على مثال بيت تمناه الممدوح:
  حدّثني عمي قال: حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك قال حدّثني سهل بن زكريا قال: حدّثني عبد اللَّه بن أحمد الباهليّ قال:
  قال أبان بن عبد اللَّه النميريّ يوما لجلسائه - وفيهم أبو نخيلة -: واللَّه لوددت أنه قيل فيّ ما قيل في جرير بن عبد اللَّه:
  لولا جرير هلكت بجيله ... نعم(٤) الفتى وبئست القبيلة
  وأنني أثبت على ذلك مالي كله، فقال له أبو نخيلة: هلم الثواب، فقد حضرني من ذلك ما تريد، فأمر له بدراهم، فقال: اسمع يا طالب ما يجزيه:
  لولا أبان هلكت نمير ... نعم الفتى وليس فيهم خير
  يستأذن على أبي جعفر فلا يصل، ويقول في ذلك شعرا:
  أخبرني محمد بن عمران الصيرفيّ قال: حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال: حدثنا سلمة بن خالد المازنيّ عن أبي عبيدة قال:
  / وقف أبو نخيلة على باب أبي جعفر واستأذن، فلم يصل، وجعلت الخراسانية تدخل وتخرج، فتهزأ به، فيرون شيخا أعرابيّا جلفا فيعبثون به، فقال له رجل عرفه: كيف أنت أبا نخيلة؟ فأنشأ يقول:
  أصبحت لا يملك بعضي بعضا ... أشكو العروق الآبضات(٥) أبضا
  كما تشكي الأرحبيّ(٦) الغرضا(٧) ... كأنما كان شبابي قرضا
  فقال له الرجل: وكيف ترى ما أنت فيه في هذه الدولة؟ فقال:
(١) في أ، م:
«وما أمتاح منها من رضاب»
(٢) في أ، م:
«وأخلاق ملاح معجبات»
(٣) كذا في أ، ف، م. وفي ب، س: «خلابتها».
(٤) هذا الشطر زيادة في أ، م.
(٥) الآبضات: المتقبضة.
(٦) كذا في أ، ف، م. ومعناه: النجيب، نسبة إلى أرحب: قبيلة، أو فحل. وفي ب، س: «الأزجي»، تحريف.
(٧) كذا في أ، ف، م. وهو حزام الرحل. وفي ب، س: «الفرض»، تحريف.