كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي نخيلة ونسبه

صفحة 488 - الجزء 20

  /

  ولولا شهوتي شفتي عليّ ... ربعت على الصحابة والركاب⁣(⁣١)

  ولكنّ الوسائل من عليّ⁣(⁣٢) ... خلصن إلى الفؤاد من الحجاب

  قال، فازدادت غضبا، فقال لها:

  وليس كأمّ حمّاد خليل ... إذا ما الأمر جلّ عن الخطاب

  منعمة أرى فتقرّ عيني ... وتكفيني خلائقها⁣(⁣٣) عتابي

  فرضيت وأمسكت عنا.

  يمدح ببيت على مثال بيت تمناه الممدوح:

  حدّثني عمي قال: حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك قال حدّثني سهل بن زكريا قال: حدّثني عبد اللَّه بن أحمد الباهليّ قال:

  قال أبان بن عبد اللَّه النميريّ يوما لجلسائه - وفيهم أبو نخيلة -: واللَّه لوددت أنه قيل فيّ ما قيل في جرير بن عبد اللَّه:

  لولا جرير هلكت بجيله ... نعم⁣(⁣٤) الفتى وبئست القبيلة

  وأنني أثبت على ذلك مالي كله، فقال له أبو نخيلة: هلم الثواب، فقد حضرني من ذلك ما تريد، فأمر له بدراهم، فقال: اسمع يا طالب ما يجزيه:

  لولا أبان هلكت نمير ... نعم الفتى وليس فيهم خير

  يستأذن على أبي جعفر فلا يصل، ويقول في ذلك شعرا:

  أخبرني محمد بن عمران الصيرفيّ قال: حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال: حدثنا سلمة بن خالد المازنيّ عن أبي عبيدة قال:

  / وقف أبو نخيلة على باب أبي جعفر واستأذن، فلم يصل، وجعلت الخراسانية تدخل وتخرج، فتهزأ به، فيرون شيخا أعرابيّا جلفا فيعبثون به، فقال له رجل عرفه: كيف أنت أبا نخيلة؟ فأنشأ يقول:

  أصبحت لا يملك بعضي بعضا ... أشكو العروق الآبضات⁣(⁣٥) أبضا

  كما تشكي الأرحبيّ⁣(⁣٦) الغرضا⁣(⁣٧) ... كأنما كان شبابي قرضا

  فقال له الرجل: وكيف ترى ما أنت فيه في هذه الدولة؟ فقال:


(١) في أ، م:

«وما أمتاح منها من رضاب»

(٢) في أ، م:

«وأخلاق ملاح معجبات»

(٣) كذا في أ، ف، م. وفي ب، س: «خلابتها».

(٤) هذا الشطر زيادة في أ، م.

(٥) الآبضات: المتقبضة.

(٦) كذا في أ، ف، م. ومعناه: النجيب، نسبة إلى أرحب: قبيلة، أو فحل. وفي ب، س: «الأزجي»، تحريف.

(٧) كذا في أ، ف، م. وهو حزام الرحل. وفي ب، س: «الفرض»، تحريف.