كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي نخيلة ونسبه

صفحة 491 - الجزء 20

  /

  لا يستخفنّك ركب يصدر ... لا منجد يمضي ولا مغوّر

  وخالفي الأنباء فهي المحشر ... أو يسمع الخليفة المطهرّ

  منّي فإني كلّ جنح أحضر ... وإن بالأنبار غيثا يهمر

  والغيث يرجى والديار تنضر ... ما كان إلَّا أن أتاها العسكر

  حتى زهاما مسجد ومنبر ... لم يبق من مروان عين تنظر

  لا غائب ولا أناس حضر ... هيهات أودى المنعم⁣(⁣١) المعقّر

  وأمست الأنبار دارا تعمر ... وخربت من الشآم أدور

  حمص وباب التّبن⁣(⁣٢) والموقّر⁣(⁣٣) ... ودمرّت بعد امتناع⁣(⁣٤) تدمر

  / وواسط لم يبق إلَّا القرقر⁣(⁣٥) ... منها وإلَّا الدير بان⁣(⁣٦) الأخضر

  (ومنها) أين⁣(⁣٧) أبو الورد وأين الكوثر أبو الورد بن هذيل بن زفر، وكوثر بن الأسود صاحب شرطة مروان⁣(⁣٧).

  وأين مروان وأين الأشقر ... وأين فلّ لم يفت⁣(⁣٨) محيّر⁣(⁣٩)

  وأين عاديّكم المجمهر⁣(⁣١٠) ... وعامر وعامر وأعصر؟

  - قال: يعني عامر بن صعصعة، وعامر بن ربيعة، وأعصر باهلة وغنىّ - قال: فغضب إسحاق بن مسلم، وقال:

  هؤلاء كلهم في حر أمك أبا نخيلة، فأنكر الخليفة عليه ذلك، فقال: إني واللَّه يا أمير المؤمنين قد سمعت منه فيكم شرّا من هذا في مجالس بني مروان. وما له عهد، وما هو بوفيّ ولا كريم. فبان ذلك في وجه أبي العباس، وقال له قولا ضعيفا: إن التوبة تغسل الحوبة، والحسنات يذهبن السيئات، وهذا شاعر بني هاشم. وقام فدخل، وانصرف الناس، ولم يعط أبا نخيلة شيئا.


(١) في ف: «النعم المعفر».

(٢) باب التبن: كبيرة كانت ببغداد، وفي الأصول: «التين»، تحريف.

(٣) الموقر: موضع بنواحي البلقاء من نواحي دمشق، كان يزيد بن عبد الملك ينزله.

(٤) كذا في ب، س، ف. وفي أ، م: «اتساع».

(٥) القرقر، في «معجم البلدان»: جانب من القرية، وأظن القرية بين الفلج ونجران والقرية، مشددة الراء والياء.

(٦) الديربان: لعله دير أبان، من قرى غوطه دمشق، منسوب إلى أبان بن عثمان بن حرب بن عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية.

(٧ - ٧) ما بين الرقمين زيادة في أ، ف، م. إلَّا أن تورد الكلام عن البيت بعد جملة الأبيات.

(٨) كذا في ب، س وفي أ، ف، م: «لم يقف».

(٩) كذا في ف وفي أ، ب، س، م: «محبر».

(١٠) المجمهر: المجموع.