كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب عبدة بن الطبيب وأخباره

صفحة 22 - الجزء 21

  يترفع عن الهجاء

  : أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال: حدثنا أبو عثمان الأشناندانيّ عن التوّزيّ عن أبي عبيدة عن يونس قال:

  قال رجل لخالد بن صفوان: كان عبدة بن الطبيب لا يحسن أن يهجو، فقال: لا تقل ذاك، فو اللَّه ما أبى من عيّ، ولكنه كان يترفع عن الهجاء ويراه ضعة، كما يرى تركه مروءة وشرفا، قال:

  وأجرأ من رأيت بظهر غيب ... على عيب الرجال أولو⁣(⁣١) العيوب

  عبد الملك بن مروان يروي أفضل ما ذكره في شعر له

  : / أخبرني محمد بن القاسم الأنباريّ قال: حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: أن عبد الملك بن مروان قال يوما لجلسائه:

  أيّ المناديل أشرف؟ فقال قائل منهم: مناديل مصر، كأنها غرقئ⁣(⁣٢) البيض. وقال آخرون: مناديل اليمن، كأنها نور الربيع. فقال عبد الملك: مناديل أخي بني سعد عبدة بن الطبيب، قال:

  لمّا نزلنا نصبنا ظلّ أخبية⁣(⁣٣) ... وفار للقوم باللحم المراجيل

  / ورد وأشقر⁣(⁣٤) ما يؤنيه⁣(⁣٥) طابخه ... ما غيّر الغلي منه فهو مأكول

  ثمّت قمنا إلى جرد مسوّمة ... أعرافهنّ لأيدينا مناديل

  يعني بالمراجيل: المراجل، فزاد فيها الياء ضرورة.

  صوت

  إن الليالي أسرعت في نقضي ... أخذن بعضي وتركن بعضي

  حنين طولي وطوين عرضي ... أقعدنني من بعد طول نهض

  عروضه من الرّجز، الشعر للأغلب العجليّ، والغناء لعمرو بن بانة، هزج بالبنصر.


(١) في ف: «أخو».

(٢) الغرقئ: القشرة الملتزقة ببياض البيض.

(٣) في «المفضليات»: ١٤١: «لما وردنا رفعنا ظل أردية».

(٤) في «المفضليات»: «وردا». شبه ما أخذ فيه النضج من اللحم بالورد، وما لم ينضج بالأشقر.

(٥) يؤنيه، أي يمهله. وفي «المفضليات»: «لم ينهئه» أي ينضجه وفي ب، س «ما ينهئه»، تحريف.