كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الأغلب ونسبه

صفحة 24 - الجزء 21

  كما شرار الرّعي⁣(⁣١) أطراف السّفى

  ينقص عمر عطاءه لقبوله الإنشاد من شعر في الجاهلية

  : أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدثني محمد بن عباد بن حبيب المهلَّبيّ، قال: حدثني نصر بن ناب عن داود بن أبي هند عن الشعبيّ، قال:

  كتب / عمر بن الخطاب إلى المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة: أن أستنشد من قبلك من شعراء قومك⁣(⁣٢) ما قالوا في الإسلام، فأرسل إلى الأغلب العجليّ فاستنشده فقال:

  لقد سألت هيّنا موجودا ... أرجزا تريد أم قصيدا؟

  ثم أرسل إلى لبيد فقال له: إن شئت مما عفا اللَّه عنه - يعني الجاهلية - فعلت. قال: لا، أنشدني ما قلت في الإسلام. فانطلق لبيد فكتب سورة البقرة في صحيفة، وقال: أبدلني اللَّه ø بهذه في الإسلام مكان الشعر.

  فكتب المغيرة بذلك إلى عمر، فنقص عمر من عطاء الأغلب خمسمائة، وجعلها في عطاء لبيد؛ فكتب إلى عمر: يا أمير المؤمنين، أتنقص عطائي أن أطعتك⁣(⁣٣)! فرد عليه خمسمائة وأقرّ عطاء لبيد على ألفين وخمسمائة.

  أخبرني محمد بن عبد العزيز⁣(⁣٤)، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا عليّ بن القاسم، عن الشعبيّ قال:

  / دخل الأغلب على عمر، فلما رآه قال: هيه، أنت القائل:

  أرجزا تريد أم قصيدا؟ ... لقد سألت هيّنا موجودا

  فقال: يا أمير المؤمنين إنما أطعتك، فكتب عمر إلى المغيرة: أن أردد عليه الخمس المائة⁣(⁣٥) وأقرّ الخمس المائة للبيد.

  شعر في سجاح حين تزوجت مسيلمة

  : أخبرنا أبو خليفة عن محمد بن سلَّام قال: قال الأغلب العجليّ في سجاج لما تزوجت مسيلمة الكذّاب:

  لقد لقيت سجاح من بعد العمى ... ملوّحا⁣(⁣٦) في العين مجلود القرا⁣(⁣٧)

  مثل العتيق⁣(⁣٨) في شباب قد أتى ... من اللَّجيميّين أصحاب القرى


(١) الرعي: ما يرعى.

(٢) في ف: «مصرك».

(٣) ف: «إنما أطعتك».

(٤) ف: «أحمد بن عبد العزيز».

(٥) في ب، س: «الخمسمائة».

(٦) ملوحا: وصف من لوحة السفر ونحوه، أي غيره وأضمره، أو من لوحت الشيء بالنار بمعنى أحميته.

(٧) القرا: الظهر.

(٨) العتيق: الجواد الرائع، والفحل من النخل. وقد تكون محرفة عن الفنيق، وهو الفحل المكرم لا يؤذي لكرامته على أهله ولا يركب.