ذكر معقل بن عيسى
٧ - ذكر معقل بن عيسى
  شاعر مغن
  : كان معقل بن عيسى فارسا شاعرا جوادا، مغنّيا فهما بالنّغم والوتر، وذكره الحاحظ مع ذكر أخيه أبي دلف وتقريظه في المعرفة بالنغم، وقال: إنه من أحسن أهل زمانه وأجود طبقته صنعة؛ إذ سلَّم ذلك له أخوه معقل، وإنما أخمل ذكره ارتفاع شأن أخيه، وهو القائل لأبي دلف في عتب عتبه عليه:
  أخيّ مالك ترميني فتقصدني ... وإن رميتك سهما لم يجز كبدي
  أخيّ مالك مجبولا على ترتي ... كأن أجسادنا لم تغذ(١) من جسد
  وهو القائل لمخارق، وقد كان زار أبا دلف إلى الجبل، ثم رجع إلى العراق، أخبرني بذلك عليّ بن سليمان الأخفش عن أبي سعيد السكريّ:
  صوت
  لعمري لئن قرّت بقربك أعين ... لقد سخنت بالبين منك عيون
  فسر أو أقم وقف عليك محبّتي(٢) ... مكانك من قلبي عليك مصون
  فما أوحش(٣) الدنيا إذا كنت نازحا ... وما أحسن الدنيا بحيث تكون
  عروضه من الطويل، والشعر لمعقل بن عيسى، والغناء لمخارق، ولحنه من الثّقيل الأول بالوسطى، وفيه لحن لمعقل بن عيسى خفيف رمل، وفيه ثاني ثقيل يقال: إنه لمخارق، ويقال: إنه لمعقل.
  / ومن شعر معقل قوله يمتدح المعتصم، وفيه غناء للزّبير بن دحمان من الثقيل الأول بالبنصر:
  صوت
  الدار هاجك رسمها وطلولها ... أم بين سعدى يوم جدّ رحيلها
  كلّ شجاك فقل لعينك أعولي ... إن كان يغني في الديار عويلها
  ومحمد زين الخلائف والذي ... سنّ المكارم فاستبان سبيلها
(١) ف: «لم تغد».
(٢) ف: «مودتي».
(٣) ف: «فما أقبح».