كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر عبد الله بن الحسن بن الحسن $ ونسبه وأخباره وخبر هذا الشعر

صفحة 78 - الجزء 21

٩ - ذكر عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن $ ونسبه وأخباره وخبر هذا الشعر

  نسبه

  : عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب $ وقد مضى نسبه في أخباره عمّه الحسين ~ في شعره الذي يقول فيه:

  لعمرك إنني لأحبّ دارا ... تحلّ بها سكينة والرّباب

  ويكنى عبد اللَّه بن الحسن أبا محمد، وأمّ عبد اللَّه بن الحسن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب $، وأمّها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد اللَّه، وأمّها الجرباء بنت قسامة بن رومان عن طيّء.

  سميت جدته الجرباء لحسنها

  : أخبرني أحمد بن سعيد: قال: حدثنا يحيى بن الحسن: قال:

  إنما سمّيت الجرباء لحسنها، كانت لا تقف إلى جنبها امرأة، وإن كانت جميلة إلا استقبح منظرها لجمالها، وكان النساء يتحامين أن يقفن إلى جنبها، فشبّهت بالنّاقة الجرباء التي تتوقّاها الإبل مخافة أن تعديها.

  وكانت أم إسحاق من أجمل نساء قريش وأسوئهن خلقا، ويقال: إن نساء بني تيم كانت لهنّ حظوة عند أزواجهنّ على سوء أخلاقهنّ، ويروى أن أمّ إسحاق كانت ربّما حملت وولدت وهي لا تكلَّم زوجها.

  أخبرني الحرمّي بن أبي العلاء عن الزبير بن بكار عن عمّه بذلك: قال:

  وقد كانت أم إسحاق عند الحسن بن عليّ بن أبي طالب ~ قبل أخيه الحسين #، فلما حضرته الوفاة دعا بالحسين ~ فقال له: يا أخي إني أرضى هذه المرأة لك، فلا تخرجنّ من بيوتكم، فإذا انقضت عدّتها فتزوّجها. فلما توفّي الحسن عنها تزوجها الحسين #، وقد كانت ولدت من الحسن عليه / السلام⁣(⁣١) ابنه طلحة بن الحسن، فهو أخو فاطمة لأمها⁣(⁣١) وابن عمها، وقد درج طلحة ولا عقب له.

  جمال وسوء خلق

  : ومن طرائف أخبار التّيميّات من نساء قريش في حظوتهن وسوء أخلاقهن ما أخبرنا به الحرميّ بن أبي العلاء عن الزبير بن بكار عن محمد بن عبد اللَّه. قال:

  كانت أمّ سلمة بنت محمد بن طلحة عند عبد اللَّه بن الحسن⁣(⁣٢) وكانت تقسو عليه قسوة عظيمة وتغلظ، له، ويفرق منها ولا يخالفها، فرأى يوما منها طيب نفس، فأراد أن يشكو إليها قسوتها، فقال لها: يا بنت محمد، قد أحرق واللَّه قلبي ... فحدّدت / له النّظر، وجمعت وجهها وقالت له: أحرق قلبك ما ذا؟ فخافها فلم يقدر على أن


(١ - ١) التكملة من ف.

(٢) ف: «موسى بن عبد اللَّه بن الحسن».