كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر عبد الله بن الحسن بن الحسن $ ونسبه وأخباره وخبر هذا الشعر

صفحة 79 - الجزء 21

  يقول لها: سوء خلقك، فقال لها: حبّ أبي بكر الصّدّيق، فأمسكت عنه.

  وتزوّج الحسن بن الحسن فاطمة بنت الحسين في حياة عمّه، وهو # زوّجه إيّاها.

  زواجه فاطمة بنت الحسين

  : أخبرني الطَّوسيّ والحرميّ، عن الزبير، عن عمه بذلك، وحدثني أحمد بن محمد بن سعيد عن يحيى بن الحسن عن إسماعيل بن يعقوب قال: حدثني جدّي عبد اللَّه بن موسى بن عبد اللَّه بن الحسن، قال:

  خطب الحسن بن الحسن إلى عمه الحسين ~ وسأله أن يزوّجه إحدى ابنتيه، فقال له الحسين #: اختر يا بنيّ أحبّهما إليك، فاستحيا الحسن، ولم يحر جوابا، فقال له الحسين #:

  فإني اخترت منهما لك ابنتي فاطمة، فهي أكثر شبها بأمّي فاطمة بنت رسول اللَّه .

  أخبرني الطوسيّ والحرميّ عن الزبير عن عمه مصعب:

  / إنّ الحسن لمّا خيّره عمّه اختار فاطمة، وكانوا يقولون: إنّ امرأة، سكينة مردودتها، لمنقطعة القرين في الجمال.

  أخبرني الطوسيّ والحرميّ بن أبي العلاء، عن الزبير بن بكار، وأخبرني محمد بن العباس اليزيديّ، عن أحمد بن يحيى وأحمد بن زهير، عن الزبير، وأخبرني أحمد بن سعيد، عن يحيى بن الحسن، عن الزبير بن بكار واللفظ للحسن بن علي، وخبره أتمّ: قال: قال الزبير: حدثني عمي مصعب ولم يذكر أحدا.

  ليس لمخضوب البنان يمين

  : وأخبرني محمد بن يحيى عن أيوب، عن عمر بن أبي الموالي قال الزبير: وحدثني عبد الملك بن عبد العزيز بن يوسف بن الماجشون، وقد دخل حديث بعضهم في بعض حديث الآخرين:

  أنّ الحسن بن الحسن لما حضرته الوفاة جزع، وجعل يقول: إني لأجد كربا ليس إلا هو كرب الموت، وأعاد ذلك دفعات، فقال له بعض أهله: ما هذا الجزع، تقدم على رسول اللَّه وهو جدّك وعلى عليّ والحسن والحسين À وهم آباؤك؟ فقال: لعمري إنّ الأمر لكذلك، ولكن كأني بعبد اللَّه بن عمرو بن عثمان حين أموت وقد جاء في مضرّجتين⁣(⁣١) أو ممصّرتين وهو يرجّل جمّته يقول: أنا من بني عبد مناف جئت لأشهد ابن عمّي، وما به إلا أن يخطب فاطمة بنت الحسين، فإذا جاء فلا يدخل عليّ، فصاحت فاطمة: أتسمع؟ قال: نعم، قالت:

  أعتقت كل مملوك لي، وتصدقت بكل ملك لي إن أنا تزوجت بعدك أحدا أبدا، قال: فسكن الحسن وما تنفّس ولا تحرّك حتى قضى، فلما ارتفع الصّياح أقبل عبد اللَّه على الصّفة التي ذكرها الحسن، فقال بعض القوم: ندخله. وقال بعضهم: لا يدخل، وقال قوم: لا يضرّ دخوله، فدخل وفاطمة تصكّ وجهها، فأرسل إليها وصيفا كان معه، فجاء يتخطى النّاس حتى دنا منها فقال لها: يقول لك مولاي أبقى على وجهك فإن لنا فيه أربا، قال: / فأرسلت يدها في كمّها واختمرت وعرف ذلك منها، فما لطمت وجهها حتى دفن ~. فلما انقضت عدّتها خطبها فقالت: فكيف لي بنذري ويميني؟ فقال: نخلف عليك بكل عبد عبدين، وبكل شيء شيئين، ففعل وتزوجته، وقد قيل في تزويجه إياها غير هذا.


(١) ضرج الثوب: صبغه باللون الأحمر.